
متابعات – اوراد نيوز
منذ تحول الجيش السوداني من الدفاع إلى الهجوم قبل ستة أشهر في 26 سبتمبر 2024، حقق تقدمًا ميدانيًا ملحوظًا، مخترقًا سيطرة قوات الدعم السريع على وسط وجنوب شرق البلاد، واقترب من تحرير الخرطوم بالكامل.
وبعد 17 شهرًا من الدفاع عن مواقعه، استعاد الجيش زمام المبادرة بفضل تدريب قوات جديدة، استنفار المتطوعين، وتعزيز قدراته العسكرية.
بدأت عملية “الجسور” بعبور الجيش لجسور النيل الأبيض، الفتيحاب، والحلفايا، رابطًا أم درمان بالخرطوم والخرطوم بحري، ليستعيد مواقع حيوية كالقصر الجمهوري، مجمع الوزارات، البنك المركزي، السوق العربي، وجزيرة توتي. وكانت معركة جبل موية بولاية سنار نقطة تحول، حيث فك الجيش قبضة المليشيا عن قاعدتها اللوجستية، مما مهد لاستعادة الجزيرة، سنار، وأجزاء من النيل الأزرق والنيل الأبيض.
في الخرطوم، خسرت الدعم السريع مصفاة الجيلي، معظم الجسور، ومحليات رئيسية كأم درمان وشرق النيل، بينما استعاد الجيش مدينتي أم روابة والرهد بشمال كردفان، مفككًا الحصار عن الأبيض. وفي دارفور، صمد الجيش وحلفاؤه أمام 180 هجومًا على الفاشر، مدمرًا قاعدة الزرق ومضيقًا الخناق على إمدادات المليشيا القادمة عبر ليبيا.
مستقبل الصراع
يتوقع مراقبون أن تركز الدعم السريع على دارفور وكردفان للحفاظ على وجودها في أي تسوية، معتمدة على دعم إقليمي لتجنب الانهيار. مصادر عسكرية كشفت لـ”الجزيرة نت” أن المليشيا تخططت لإعلان حكومة موازية من القصر الجمهوري، لكن خسارتها له أجهضت الخطة. وبدلاً من ذلك، تعزز الدعم السريع مواقعها في غرب وشمال كردفان، وتسعى لتحالف مع الحركة الشعبية-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، مع هجمات محتملة شمالًا.
قال فولكر بيرتس، المبعوث الأممي السابق، لـ”أسوشيتد برس” إن انتصار الجيش بالخرطوم سيطرد الدعم السريع إلى دارفور، معيدًا الصراع لنمط أوائل القرن الحادي والعشرين. لكنه حذر من أن الحرب لم تنته، مع بقاء المليشيا مسيطرة على أجزاء غربية.
آراء متباينة
يرى الخبير العسكري سالم عبد الله أن الدعم السريع ستستميت في دارفور وكردفان لتشكيل حكومة موازية، مستوردة مقاتلين من اليمن وليبيا لتعويض خسائرها.
بينما قال مسؤول بالدعم السريع لـ”الجزيرة نت” إن “الحرب كر وفر”، مؤكدًا احتفاظهم بمكاسب غربًا ووسطًا، مع وعد بـ”مفاجآت” قريبة، رغم تقهقرهم في الخرطوم.