تحقيقات وتقارير

اليونسكو: الخطة الانتقالية للتعليم في السودان” بين الطموح الواقعي وسباق الوقت

الخرطوم – اورادنيوز

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) “الخطة الانتقالية للتعليم في السودان” بميزانية 400 مليون دولار، في محاولة لإنقاذ أكثر من 14 مليون طفل مهددين بفقدان حقهم في التعليم بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

وأوضح أيمن بدري، مسؤول مكتب التعليم بمكتب اليونسكو في الخرطوم، أن الخطة ثمرة جهود مشتركة بين الشركاء والمانحين ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والمعلمين وأولياء الأمور، مؤكدًا التزام المكتب بتنفيذها وضمان استقرار الدعم اللازم. ودعا السودانيين إلى مناصرة جهود التعليم والمساهمة في تعزيز استدامة البرامج، معتبرًا أن التعليم “أولوية أساسية للمستقبل”.

وتشير بيانات اليونسكو إلى أن 14 مليون طفل من أصل 17 مليونًا في سن الدراسة ما زالوا خارج المدارس، بينهم 8 ملايين لم يتمكنوا من العودة منذ اندلاع الحرب. وتطرح الخطة ثلاثة سيناريوهات، أبرزها إعادة فتح 80% من المدارس وإعادة دمج أكثر من 10 ملايين طفل في العملية التعليمية.

المصدر: موقع دارفور24 ميادرة اليونسكو لانقاذ التعليم في السودان الرابط: https://www.darfur24.com/en/2024/12/25/central-darfur-students-miss-out-on-secondary-school-exams/
يونيسف ذكرت أن نحو 10 آلاف و400 مدرسة في المناطق المتضررة من النزاع أغلقت أبوابها (موقع دارفور 24)

لكن الخطة تواجه فجوة تمويلية تقدر بـ272 مليون دولار، فيما تحذر منسقية مجموعة التعليم العالمية من خطر فقدان جيل كامل، مشيرة إلى أن غياب الأطفال عن مقاعد الدراسة لعامين متتاليين يقلل فرص عودتهم ويؤثر على نموهم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي. كما لفتت إلى أن آلاف المعلمين بلا أجور ويحتاجون إلى دعم عاجل.

من جانبها، شددت لجنة المعلمين السودانيين على ضرورة أن تشمل الخطة جميع الولايات، مع معالجة أزمة أجور المعلمين وانهيار البنية التحتية للمدارس، محذّرة من أن استمرار الحرب قد يجعل المبادرة بلا جدوى.

 ما الدور المنتظر من الداخل؟
تصريح مسؤول مكتب اليونسكو بالخرطوم، أيمن بدري، يضغط باتجاه مناصرة وطنية تحفظ الاستدامة: على النقابات، ولجان الآباء، والمبادرات الشبابية أن تصبح أذرع تنفيذ مجتمعية—تتبع الحضور، تؤمّن المساحات المؤقتة، وتغذي صانع القرار ببيانات فورية من الميدان. هذا رأس مال اجتماعي لا يشتريه المانحون بالمال وحده.

خلاصة:
الخطة الانتقالية ليست “برنامجًا إضافيًا” لقطاع متعثر، بل رافعة إنقاذ وطني. التمويل المُبكّر المشروط بالنتائج، وتمكين المعلّمين، ونماذج تعلّم مرنة، وحوكمة شفافة—هذه أربع ركائز إذا اجتمعت تقلّص فجوة فقدان التعلّم وتمنع انزلاق السودان إلى عقد ضائع. الكرة الآن في ملعب المموّلين لتسريع التدفقات، والسلطات والشركاء لتجنيب التعليم تسييس الميدان، والمجتمع ليحرس أولويةٍ لا تُؤجَّل: “مدرسة آمنة وفعّالة لكل طفل، الآن—not لاحقًا.”

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى