
في عالم الصحة الحديثة، لم يعد السؤال الأهم هو “كم عمرك؟” بل أصبح “كم يبلغ عمر جسدك من الداخل؟”.
هذا ما تحاول اختبارات العمر البيولوجي كشفه، حيث تسعى إلى قياس حالة الجسم على المستوى الخلوي والكشف عن علامات الشيخوخة الخفية، التي قد تسبق ظهور أي أعراض ملموسة بسنوات.
مؤخرًا، طرحت شركة Function Health اختبارًا متطورًا، أشاد به مؤسسها د. مارك هيمان، باعتباره أداة ثورية تمنح الإنسان القدرة على “إعادة ضبط ساعته البيولوجية” والتحكم في مسار الشيخوخة.
ما الفرق بين العمر البيولوجي والزمني؟
العمر الزمني هو عدد السنوات التي عشتها، لكن العمر البيولوجي يقيس جودة الخلايا والأنسجة ومدى كفاءتها، متأثرًا بعوامل مثل التغذية، النوم، النشاط البدني، ومستوى التوتر.
قد يبلغ شخصان نفس العمر الزمني، لكن أحدهما يمتلك جسدًا في حالة “شباب بيولوجي” بينما الآخر يعاني من مؤشرات الشيخوخة المبكرة.
كيف يعمل الاختبار؟
يتضمن البرنامج فحصًا شاملًا يبدأ بـ 105 اختبارًا معمليًا، تشمل تحاليل الدم، البول، ومؤشرات الحمض النووي والبروتينات الالتهابية، إضافةً إلى تقييم ميكروبيوم الأمعاء.
بعد 3–6 أشهر من اتباع توصيات مخصصة في النظام الغذائي والنشاط البدني والمكملات، يخضع الشخص لجولة ثانية تضم أكثر من 60 اختبارًا لمقارنة النتائج وقياس مدى تحسن مؤشرات الشيخوخة.
اللافت أن الاختبار يحتاج لأكثر من 20 قارورة دم على مدار زيارتين، وتظهر نتائجه في غضون أسبوع تقريبًا، مصحوبة بتقرير تحليلي ورؤية علاجية شخصية من فريق مختصين.
ماذا تكشف التحاليل؟
يركز الاختبار على 102 مؤشر حيوي، بعضها يمكن أن يكون في “النطاق المقبول” لكنه أقل من المستوى الأمثل، ما يعني أن الجسم يواجه عبئًا خفيًا.
على سبيل المثال:
-
فيتامين D: نقصه قد يضعف العظام، المناعة، المزاج، والعضلات، ويرتبط بالتعب والاكتئاب وأمراض مزمنة.
-
الفيريتين (مخزون الحديد): انخفاضه يؤدي إلى ضعف الطاقة، ضعف المناعة، تساقط الشعر، وحتى مشاكل القلب.
-
أحماض أوميغا-3: مستويات منخفضة من EPA وDHA ترتبط بزيادة مخاطر أمراض القلب، الاكتئاب، والخرف.
-
الأنسولين: ارتفاعه نسبيًا قد يكون مؤشرًا مبكرًا على مقاومة الأنسولين، التي تصعّب فقدان الوزن وتزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
خطة غذائية لتقليل العمر البيولوجي
الأطعمة الموصى بها:
-
البيض
-
الفاصوليا بأنواعها
-
البازلاء السوداء
-
الحمص
الأطعمة التي يُفضل تجنبها:
-
زيت الفول السوداني
-
زيت دوار الشمس
-
زيت الذرة
-
زيت القرطم
-
السمن النباتي
المكملات المقترحة:
-
بربارين
-
ألياف
-
أرز الخميرة الحمراء
-
فيتامين D
-
بيسجليسينات الحديد + فيتامين C
-
حمض الفوليك
-
فيتامين B6 وB12
العلم وراء الفكرة
تشير أبحاث نُشرت في مجلات علمية مثل Nature Aging وThe Lancet Healthy Longevity إلى أن تغييرات بسيطة في نمط الحياة — مثل تحسين النظام الغذائي، زيادة النشاط البدني، والنوم الكافي — يمكن أن تخفض العمر البيولوجي من 1 إلى 3 سنوات في أقل من 6 أشهر، بفضل قدرتها على تقليل الالتهابات وإصلاح الحمض النووي ودعم صحة الميتوكوندريا (محطات الطاقة في الخلايا).
الخلاصة
وفقًا لد. هيمان، فإن اتباع التوصيات الناتجة عن اختبار العمر البيولوجي لا يبطئ الشيخوخة فحسب، بل قد يعكسها، مانحًا الجسم فرصة ليصبح “أصغر” بيولوجيًا في غضون أشهر قليلة — وهي قفزة علمية كانت قبل سنوات أشبه بالخيال.