
متابعات _ اوراد نيوز
اشتداد وطأة المعارك، أعلنت حركة العدل والمساواة السودانية عن قرب انتهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر، مؤكدة شن عمليات عسكرية وهجمات متزامنة من عدة اتجاهات بهدف كسر قبضة قوات الدعم السريع على مداخل المدينة الحيوية.
وفي سياق متصل، أفاد ناطق رسمي باسم الحركة لقناة الحدث بأن استعادة منطقة “العطرون” شمال دارفور تمثل نقطة تحول محورية في معركة الفاشر، باعتبارها شريان إمداد حيوي كان يستغله الدعم السريع، مضيفًا أن السيطرة على هذه المنطقة ستؤدي إلى تضييق الخناق اللوجستي على القوات المحاصرة للمدينة.
وأوضح المتحدث أن الحركة، بالتنسيق مع الجيش السوداني وقوات متحالفة، تشن حاليًا حملة عسكرية متعددة الجبهات في محيط الفاشر، ترمي إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وتأمين خطوط الإمداد إلى المدينة، بالإضافة إلى إجبار قوات الدعم السريع على التقهقر.
وتابع قائلاً: “نحن في خضم معركة ذات أهمية استراتيجية قصوى، وقريبًا سنعلن للشعب السوداني والعالم نبأ فك الحصار الكامل عن الفاشر، الأمر الذي سيمثل ضربة موجعة لمعنويات الدعم السريع”.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة الاشتباكات حول الفاشر، حيث تسعى القوات المسلحة وحلفاؤها لاستعادة السيطرة على المدينة التي تُعد آخر معاقل دارفور الهامة.
ويرى خبراء أن استعادة “العطرون” وتنفيذ هجمات من عدة محاور يمكن أن يحدث تغييرًا جوهريًا في ميزان القوى على الأرض، خاصة مع تزايد التأييد الشعبي للقوات الساعية لإنهاء الحصار.
في المقابل، حذرت منظمات إغاثية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في الفاشر نتيجة الحصار المستمر ونقص الإمدادات الأساسية، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة ما لم يتم فتح طرق آمنة وعاجلة.
وتعلق هذه المنظمات آمالًا على أن تسفر العمليات العسكرية الأخيرة عن نتائج ملموسة تتيح وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين منذ أسابيع.
وتشير مصادر ميدانية إلى تنسيق متزايد بين بعض الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء الكفاح المسلح والقوات الحكومية في عمليات غرب وشمال دارفور، بهدف تعزيز المواقع الاستراتيجية استعدادًا لفك الحصار عن الفاشر، مما يعكس تحولًا ملحوظًا في التحالفات الميدانية.
وجددت حركة العدل والمساواة تأكيد دعمها للقوات المسلحة في مواجهة ما وصفته بـ”الخطر الحقيقي على وحدة السودان” المتمثل في قوات الدعم السريع، مؤكدة أن معركة الفاشر هي معركة وجود وليست مجرد صراع على منطقة جغرافية.
وشددت الحركة على أن “أي حل سياسي مستقبلي لا يمكن أن يتحقق في ظل سيطرة الدعم السريع على أي جزء من السودان”، مطالبة المجتمع الدولي بتقييم الأوضاع بناءً على الحقائق لا مصالح الدول.
ولم تستبعد قيادات ميدانية توسيع نطاق العمليات العسكرية ليشمل مناطق أخرى في شمال دارفور، بهدف مضاعفة الضغط على الدعم السريع وتشتيت قواته، تمهيدًا لمعركة حاسمة تهدف إلى تطهير الإقليم من عناصره.
ومع تصاعد وتيرة المعارك وتوسع نطاقها، يرى محللون أن قبضة الدعم السريع على الفاشر قد تتلاشى في وقت أقرب مما كان متوقعًا، خاصة في ظل الدعم المتزايد للجيش من الحركات المسلحة والقوى الشعبية، مما ينبئ ببداية مرحلة جديدة قد تعيد تشكيل خريطة السيطرة في دارفور.