تحقيقات وتقارير

صدّقت نفسك فريق ولا شنو؟ .. اللواء بحر، من المواجهات اللفظية إلى القتال

متابعات _ اوراد نيوز

رغم انخراطه العميق في العمل العسكري، فقد عُرف أيضًا بانتقاداته اللاذعة ضد قوات الدعم السريع، التي صنفت كأعداء رئيسيين له. وبالفعل، بدأ صراع محتدم بينه وبين قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، على خلفية اختلافات كبيرة في الرؤى السياسية والعسكرية.

 

كان اللواء بحر أحمد بحر من الأسماء اللامعة في الجيش السوداني، إذ تميز بانضباطه العسكري وكفاءته في تنفيذ المهام التي أسندت إليه. برز اسم بحر منذ تخرجه من الكلية الحربية في الدفعة الـ35 في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، ليصبح لاحقًا أحد القادة البارزين في العديد من العمليات العسكرية، خصوصًا في جنوب السودان، وأحداث جبل ملح في 1998، وعمليات أبو كرشولا في 2013.

 

 

 

وقد وصل الأمر إلى مواجهات لفظية بين الرجلين، حيث كان اللواء بحر يعبّر عن رفضه الشديد لقوات الدعم السريع وتوجهاتها.

 

 

وقد تحدث نشطاء ومغردون سودانيون عن مواجهة حادة بين الرجلين خلال تلك الفترة، بلغت ذروتها عندما قال أحمد بحر لحميدتي: “أنا أصغر عسكري عندي نمرتو العسكرية أقدم منك، صدّقت نفسك فريق ولا شنو؟”.

 

تعددت المهام العسكرية التي تولّاها اللواء بحر، حيث شغل منصب نائب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، ثم قائد منطقة الخرطوم العسكرية، التي تُعد من أهم وأكبر المناطق العسكرية في السودان.

وفي نهاية يوليو 2019، أعلن الجيش السوداني عن إحباط “محاولة انقلاب”، حيث تم اتهام رئيس الأركان وضباط من الجيش وجهاز الأمن بالمشاركة فيها.

وفي ذات الوقت، تم تنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الشخصيات العسكرية البارزة، من بينهم رئيس هيئة العمليات المشتركة الفريق آدم هارون، ومدير التدريب اللواء بحر أحمد بحر، وقائد المدرعات اللواء نصر الدين عبد الفتاح، وآخرين.

ورغم أن اللواء بحر أصبح بعد اعتقاله وإقالته والتسريح تقريبًا شخصًا مدنيًا، إلا أن حماسته العسكرية ظلت حية في عروقه. فلم يمض وقت طويل حتى عاد قائدًا، دون قرار رسمي، بدافع شخصي لدعم القوات العسكرية السودانية. وبمهاراته العسكرية العالية، تحدى بحر “نيران الجنجويد” ومدافع قوات الدعم السريع، واقتحم مقر القيادة العسكرية، ليثبت ولاءه للوطن وإصراره على المواجهة.

 

ينسب أنصار بحر والمقربون منه إليه الدور الكبير في تغيير مجريات العمليات العسكرية للجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، حيث استطاع أن يخلق الظروف المناسبة التي أدت إلى انهيار دفاعات الدعم السريع. وبفضل استراتيجيته الفعّالة، تحولت قوات الجيش من الدفاع في عدة مناطق بالعاصمة وضواحيها إلى الهجوم، مما أسهم في كسر حصار سلاح الإشارة وفتح الطريق بسرعة نحو تحرير أم درمان، المدينة التي تحمل تاريخًا حافلًا في استقلال السودان وحروبه وثوراته.

 

 

وبجانب احتفاء السودانيين ببطولات بحر، كانوا يقدرون إنسانيته وتواضعه، حيث كان ينتقل من ميادين القتال إلى أسر ضحايا الحرب، يقدم لهم المواساة والعزاء. كما كان يتجول بين مختلف مناطق السودان لزيارة أسر أصدقائه وضباطه الذين عملوا معه، معبرًا عن تعاطفه ودعمه الدائم لهم.

طائرة امدرمان

 

 

 

 

أستشهد اللواء بحر أحمد بحر، تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا ، ليكشف عن جانب من القوات المتبقية من مليشيات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، التي طالما كان اللواء بحر من أشد خصومها.

 

 

ورغم أن سبب تحطم الطائرة التي كانت تقل اللواء بحر وزملاءه لا يزال غير واضح، إلا أن الحزن الذي عم الأوساط السياسية والعسكرية والشعبية في السودان يعكس مركزه الهام في المشهد العسكري والسياسي.

طائرة امدرمان

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى