
بكين – 2025
في تطور لافت يعكس التسارع الكبير في برامج التسلح الجوي الصينية، نأظهرت صور حديثة طائرة جديدة بتصميم خفي خالٍ من الذيل، يُعتقد أنها تخضع حاليًا لاختبارات طيران مبدئية، وسط حالة من الغموض بشأن ما إذا كانت مأهولة أم جزءاً من مبادرة الصين المتقدمة للطائرات القتالية المسيرة.
الصور التي جرى تداولها على نطاق ضيق، والتي لم تُحدَّد مواقع أو توقيت التقاطها، تُظهر نموذجاً جوياً يحمل سمات الشبحية المتقدمة والتكامل الديناميكي الهوائي، ما دفع محللين إلى ترجيح أنها مشروع ضمن فئة “الجناح المخلص” – أي طائرات مسيرة قادرة على العمل إلى جانب المقاتلات المأهولة بكفاءة عالية واستقلالية كبيرة.
تصميم يثير التساؤلات
الطائرة الظاهرة في الصور تتميز بهيكل متكامل، وأنف حاد مدمج في الجناح الأوسط، مع أجنحة مائلة للغاية تنتهي بحواف مقصوصة، وامتداد خلفي يشبه شكل الحرف W. ومن اللافت غياب أي أسطح ذيلية عمودية أو أفقية تقليدية، ما يدعم فرضية تحسين التخفي وتقليل البصمة الرادارية.
رغم وضوح بعض ملامح الهيكل، فإن الصور لا تكشف بوضوح عن قمرة قيادة، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالين: إما أنها طائرة بدون طيار فائقة التطور، أو أنها مقاتلة مأهولة من الجيل السادس بمواصفات شبحية جديدة.
خلفية تقنية وتكهنات استراتيجية
وفقًا لتحليل موقع The War Zone، فإن أحد السيناريوهات الأكثر ترجيحًا هو أن النموذج يمثل طائرة قتالية بدون طيار ضمن برنامج التعاون القتالي الجوي الصيني (CCA)، المشابه للبرامج الأميركية مثل “Skyborg” و”Loyal Wingman”. وقد تدعمها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات مستقلة في المعارك الجوية.
ومع ذلك، فإن تكوين الطائرة – خاصة الهيكل العريض، وأجهزة الهبوط ثلاثية العجلات، و”الحدبتين” اللتين تُرجّحان وجود محركين – قد يشير أيضًا إلى مشروع مقاتلة مأهولة واعدة، ربما تنتمي إلى عائلة J-XDS أو J-50، المنافسة المحتملة للمقاتلة الشبحية الثقيلة J-36 التي طورتها شركة Chengdu الصينية.
التحضير لعرض عسكري مرتقب؟
تأتي هذه التسريبات في وقت حساس، حيث تستعد بكين لاستعراض قوتها الجوية خلال عرض عسكري ضخم في 3 سبتمبر، بمناسبة الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. وتُظهر صور أقمار صناعية التقطت مؤخراً نشاطاً مكثفاً في قاعدة بيانجفانغ الجوية، شمال غرب بكين، بما في ذلك وجود خمسة نماذج لطائرات قتالية مسيرة، بعضها بتصاميم مشابهة لما ظهر في الصور المسرّبة.
الرهان الصيني على التفوق الجوي المستقبلي
اللافت في هذه التطورات ليس فقط النماذج الجديدة، بل التوجه الصيني الشامل لتطوير منظومة متكاملة من الطائرات المسيرة والأنظمة المأهولة – وغير المأهولة – المتصلة شبكيًا، والمدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. ويشمل ذلك برامج لتسخير مقاتلات شبحية ثنائية المقعد (مثل J-20S) كمحطات قيادة للطائرات المسيرة، وتجهيز منصات مثل H-6 لإطلاق أسراب من الطائرات بدون طيار.
ويُنظر إلى هذه الجهود على أنها تهدف إلى تعزيز قدرات سلاح الجو الصيني على شن عمليات قتالية جماعية، ومواجهة التحديات المستقبلية في أجواء الحرب الحديثة، لا سيما ضد خصوم مثل الولايات المتحدة.
خلاصة المشهد
سواء كانت الطائرة التي ظهرت حديثًا مقاتلة مأهولة من الجيل السادس أو طائرة بدون طيار ذات استقلالية عالية، فإن المؤكد أن الصين ترسل رسالة واضحة مفادها أنها تتقدم بخطى سريعة لتأمين موقع ريادي في مجال الطيران العسكري المستقبلي. وبحسب مراقبين، فإن هذه الخطوات قد تُحدث تحوّلات في ميزان القوة الجوية، وتفرض على خصوم بكين إعادة تقييم استراتيجياتهم الدفاعية.