
بوغوتا – الخرطوم | الخميس 7 أغسطس 2025
أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، مساء الأربعاء، عن توجيهه تعليمات مباشرة إلى سفير بلاده في القاهرة للتحقق من صحة تقارير تفيد بمقتل نحو 40 من المرتزقة الكولومبيين في السودان، مؤكدًا رفضه الصريح لما وصفه بـ”الارتزاق العسكري”.
وجاء ذلك في تغريدة حاسمة نشرها عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقًا)، قال فيها:
“أمرتُ سفيرنا بمصر بالتحقق من عدد الكولومبيين الذين لقوا حتفهم في السودان، هناك حديث غير مؤكد عن أن عددهم أربعون، ويجب أن يتوقف هذا الارتزاق.”
وتُعد هذه التصريحات أول إقرار رسمي من السلطات الكولومبية بإمكانية تورط مواطنين من البلاد في الصراع السوداني كمقاتلين مأجورين، في وقت تتزايد فيه التقارير عن نشاط شركات أمنية دولية تعمل على تجنيد كولومبيين للقتال ضمن مليشيا الدعم السريع، بدعم إماراتي مزعوم.
خلفية: اتهامات للإمارات وتورط أجنبي متزايد
تأتي تغريدة بيترو بعد أيام من تداول تقارير إعلامية سودانية وعالمية عن إسقاط طائرة إماراتية داخل الأراضي السودانية، يُعتقد أنها كانت تقل مرتزقة أجانب، بينهم كولومبيون، وذلك في سياق الدعم العسكري الذي توفره الإمارات لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني.
ورغم غياب أي تعليق رسمي من أبو ظبي حول الحادثة، إلا أن منظمات حقوقية دولية بدأت تزيد من الضغط على العواصم الغربية للكشف عن ملابسات الدور الإماراتي في النزاع، وملاحقة شبكات تجنيد المرتزقة العابرة للحدود.
ردود فعل في كولومبيا: دعوات للمحاسبة
أثارت تغريدة الرئيس الكولومبي تفاعلًا واسعًا داخل البلاد، حيث طالب ناشطون وصحفيون ومشرّعون الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد لظاهرة تجنيد الكولومبيين في صراعات خارجية، محذرين من تحول بعض خريجي الجيش الكولومبي إلى أدوات في حروب لا تخصهم.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن الكثير من المقاتلين السابقين في القوات المسلحة الكولومبية يتم استقطابهم من قِبل شركات أمنية خاصة، برواتب مرتفعة وبوعود مضلّلة، ليجدوا أنفسهم في جبهات قتال شديدة الخطورة.
حرب السودان.. ساحة جديدة للارتزاق الدولي
تمثل الحرب في السودان واحدة من أكثر النزاعات تعقيدًا في إفريقيا، حيث تشهد البلاد تدخلاً متزايدًا من أطراف خارجية، سواء عبر الدعم العسكري أو نقل المرتزقة، ما يُعمّق من الأزمة الإنسانية ويُطيل أمدها.
وبينما تستمر العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتكشف يومًا بعد يوم أبعاد حرب الظل الإقليمية والدولية التي تدور رحاها خلف الستار.