اخبار

لماذا إنسحب فيلق البراء من الخطوط الأمامية؟

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

في خطوة غير متوقعة، أعلن المصباح أبوزيد، قائد قوة “البراء بن مالك”، عن نية حصر مهام تشكيله العسكري في الأنشطة المدنية خلال الفترة المقبلة، دون أن يحدد موعدًا دقيقًا لدخول القرار حيز التنفيذ، مكتفيًا بالقول إن الإعلان الرسمي “سيصدر قريبًا”.

القرار أثار حالة من الصدمة والاستغراب في أوساط المراقبين والقيادات العسكرية، لا سيما أنه جاء في توقيت حرج، حيث لا تزال مدن رئيسية مثل الفاشر وبابنوسة تحت الحصار، وتشتد المواجهات في عدة جبهات.

تبرير استراتيجي أم حسابات سياسية؟

أبوزيد حاول تبرير الخطوة بأنها تأتي ضمن “مراجعة استراتيجية لمهام وأولويات القوات”، مشددًا على أن التحول نحو العمل المدني يمثل التزامًا بقيم “الاستقرار وخدمة المواطنين”، في إشارة واضحة إلى رغبته في إعادة تعريف دور القوة ضمن المرحلة القادمة التي قد تلي الحرب.

لكن في الميدان، لم يكن لهذا التبرير وقع مطمئن. إذ حذّر القائد الميداني بحركة جيش تحرير السودان، عقاد ابن كوني، من تداعيات القرار، واعتبر توقيته “مربكًا وخطيرًا”، قائلاً إن المعركة لم تُحسم بعد، وإن الجيش وحلفاءه بحاجة إلى كل جهد عسكري متماسك.

وأضاف في تصريحات صحفية: “لا مجال للتراجع الآن. القوى المسلحة التي صمدت في معركة الكرامة مطالبة بالثبات، لا بالتخلي عن السلاح.”

تساؤلات حول ترتيبات دولية وإعادة هيكلة الميدان

قرار أبوزيد أثار موجة من التساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رجّح ناشطون وجود ضغوط دولية غير معلنة تهدف إلى تقليص عدد التشكيلات العسكرية غير النظامية في السودان، استعدادًا لمرحلة ما بعد الحرب. ورأى البعض في القرار مقدمة لمحاولات إعادة هيكلة الخارطة العسكرية، بما يشمل دمج القوات أو حل بعضها، منعًا لتكرار سيناريو الدعم السريع.

وتساءل معلقون: “هل تسير البلاد نحو توحيد البندقية تحت قيادة رسمية واحدة؟ وهل يشير القرار إلى تفاهمات إقليمية أو دولية قيد التبلور؟”

محاولة لتطمين الداخل وحفظ الإرث القتالي

في خضم الجدل، أكد أبوزيد في بيان رسمي أن قراره لا يعني تخلّيه عن دوره الوطني، بل يهدف إلى “نقلة نوعية في خدمة الوطن عبر التنمية ودعم المجتمع”. كما شدد على أن قواته “ستبقى ملتزمة بروح المسؤولية، بما يتسق مع مرحلة البناء القادمة”.

ويُعد تشكيل “البراء بن مالك” أحد أبرز التشكيلات التي خاضت معارك شرسة ضد مليشيا الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وساهمت في تأمين عدد من المواقع الاستراتيجية الحيوية.

وأشار القيادي الميداني عقاد ابن كوني إلى هذا الدور بقوله: “لولا صمود هذه القوة، لاجتاحت المليشيا نصف البلاد. هذه صفحة مشرفة لا يمكن طيّها بجرة قلم.”

غياب التوضيح يفتح الباب أمام التأويلات

يرى مراقبون أن توقيت القرار، وغياب تفاصيل تنفيذية واضحة بشأنه، يعززان الشكوك أكثر مما يبددانها. إذ يخشى البعض أن يؤدي انسحاب القوة من الجبهات إلى خلل ميداني قد تستغله مليشيا الدعم السريع، في وقت حساس من مسار الحرب.

وبينما يراهن البعض على أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من رؤية وطنية أوسع لإعادة بناء الدولة، يطالب آخرون بوضوح أكبر وضمانات تحول دون تفكيك الدعم الشعبي والميداني للقوات الوطنية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى