
متابعات _ اوراد نيوز
في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية صوّر ياسر عرمان، رئيس “الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي”، المشهد السوداني الراهن على أنه دخول غير مسبوق إلى مرحلة “ازدواج السلطة”، حيث تتنازع حكومتان على شرعية الحكم داخل الدولة الواحدة، للمرة الأولى منذ الاستقلال عام 1956.
و قال عرمان إن البلاد تقف على حافة نموذج مشابه لما عاشته ليبيا عقب سقوط القذافي، مشيراً إلى أن تعدد مراكز القرار والسيادة يهدد وحدة السودان ويفتح الباب أمام انهيار شامل للدولة، ما لم يتم تدارك الموقف عبر اتفاق فوري على وقف إطلاق النار ووضع أسس واضحة لبناء السلام والاستقرار.
حديث عرمان جاء على خلفية الإعلان المفاجئ لتحالف “تأسيس” عن تشكيل حكومة انتقالية جديدة تتخذ من نيالا مقراً لها، في خطوة تمثل تحولاً مفصلياً في مسار الحرب وتوازن القوى. وقد ضمّ التحالف، الذي يقوده “الدعم السريع”، عدداً من الحركات المسلحة والتنظيمات السياسية، معلناً تشكيل حكومة برئاسة محمد حسن التعايشي، ومجلس رئاسي يرأسه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعضوية 15 شخصية، أبرزهم عبدالعزيز الحلو نائباً للرئيس، والهادي إدريس، وجقود مكوار، وفارس النور، وغيرهم في مناصب حكّام الأقاليم.
وتباينت ردود الفعل حول هذا التشكيل، حيث اعتبره البعض محاولة لإعادة هندسة السلطة الانتقالية وإعادة ضبط المعادلة السياسية بما يعكس التحولات الميدانية، بينما رآه آخرون تكريساً لنهج الأمر الواقع، وشرعنةً لقوة مسلحة لا تزال طرفاً في الحرب.
في هذا السياق، تتزايد الدعوات إلى تحرك دولي عاجل لتفادي السيناريوهات الأسوأ، خاصة مع اتساع رقعة الفوضى وتآكل مؤسسات الدولة، فيما يظل صوت الشارع السوداني متمسكاً بمطالبه في التغيير الجذري، وتحقيق العدالة، ومخاكمة المجموعات التى أججت الحرب وارنكبت الفظائع بحق المدنيين والبنى التحتية.