اخبار

معظمهم من السودان .. فرق الإنقاذ الليبية تواصل البحث عن ناجين من رحلة الموت

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

طبرق – أوراد نيوز
في مأساة إنسانية متكررة باتت تعكس فصول الأزمة الخانقة التي تعيشها الهجرة غير النظامية من السواحل الليبية، فقد عشرات المهاجرين، غالبيتهم من الجنسية السودانية، إثر غرق قارب كان يقلّ أكثر من 80 شخصاً قبالة سواحل مدينة طبرق شرق ليبيا، بينما تستمر عمليات البحث وسط ظروف بحرية صعبة.

وأفادت الإدارة العامة لأمن السواحل في طبرق أن القارب المنكوب كان في طريقه إلى أوروبا حين انقلب فجأة في عرض البحر، ما أدى إلى كارثة إنسانية وصفتها السلطات بـ”الأسوأ منذ شهور”. وأطلقت فرق الإنقاذ عملية طوارئ واسعة النطاق بعد تلقي بلاغات من جهات إنسانية وأمنية تفيد باختفاء القارب، وسرعان ما بدأت في انتشال الجثث وإنقاذ بعض الناجين.

الضحايا: سودانيون ومصريون ضحايا لرحلة الموت

بحسب مصادر أمنية ومؤسسة العابرين لمساعدة المهاجرين، تم حتى الآن إنقاذ 13 شخصًا فقط، بينهم 10 مصريين، في حين تم انتشال عدد من الجثث، من بينها اثنتان تم التعرف عليهما وتعودان لمواطنين مصريين، بينما لا تزال هوية البقية مجهولة.

وتتخوف السلطات من أن يكون غالبية الضحايا من المهاجرين السودانيين، خاصة مع وجود عدد كبير من القادمين من السودان ضمن المفقودين، وهو ما أكدته شهادات ناجين تحدثوا عن ظروف القارب ووجهته غير القانونية نحو السواحل الإيطالية.

سواحل طبرق تتحول إلى مقبرة مفتوحة للمهاجرين

وبينما تستمر عمليات البحث والتمشيط البحري، أفادت التقارير بعثور فرق الإنقاذ على سبع جثث مجهولة الهوية على شاطئ القعرة شرق طبرق، فيما تم الإبلاغ عن خمس جثث أخرى لفظها البحر في منطقة العقيلة. وتم نقل الجثامين إلى مشرحة مركز طبرق الطبي بانتظار عمليات التعرف.

كشف خيوط شبكات التهريب: تحرّير أربعين مهاجراً من قبضة تجار البشر

في تطور مرتبط بالحادثة، أعلنت الأجهزة الأمنية في طبرق عن تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن تحرير أربعين مهاجرًا كانوا محتجزين لدى مهربين، تمهيدًا لبيعهم لعصابات الاتجار بالبشر.
وأوضح فرع مباحث الجوازات بطبرق أن المهاجرين – وبينهم نساء وأطفال – احتُجزوا في أوضاع مأساوية تفتقر للغذاء والماء والرعاية الصحية، ضمن شبكة إجرامية منظمة تنشط في تهريب البشر من جنوب ليبيا وشمال السودان مرورًا بالساحل الليبي.

تحذيرات أممية.. وصمت رسمي من الدول المصدّرة للهجرة

ورغم تكرار هذه الكوارث، لا تزال الاستجابة الدولية دون مستوى الخطر، في وقت تحذر فيه منظمات إنسانية من أن ليبيا تحولت إلى نقطة انطلاق رئيسة لرحلات الموت عبر البحر المتوسط.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد أعداد السودانيين الفارين من الحرب والظروف الإنسانية المتدهورة، وسط غياب أي ممرات آمنة للهجرة أو برامج لجوء منظم، ما يدفع بالآلاف نحو مغامرة عبور المتوسط رغم علمهم بالمخاطر.

 حلقة جديدة في مسلسل طويل من الغرق والتجاهل

حادثة غرق قارب طبرق تُضاف إلى سجل طويل من المآسي الإنسانية التي تحصد أرواح المهاجرين الباحثين عن حياة كريمة، بين أمل الوصول وقسوة المصير. وبينما تتساقط الجثث على الشواطئ الليبية، تظل أسئلة المسؤولية والمحاسبة والعدالة معلقة في انتظار من يُنقذ من تبقّى على اليابسة… قبل أن يلتهمهم البحر أيضًا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى