مقالات

نكتب الحكايات لأنها نوع من الخمر الحلال

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

عمر ..
نكتب الحكايات لأنها نوع من الخمر الحلال…
ومن قبل، أعجبتنا هينمة عنترة بن شداد، وهو سكران — وهو أولى العالمين بالسكر، فهو رجل يرى نفسه عبدًا، أسود، ومجفوًا، في مجتمعٍ العنصرية فيه مثل التنفس.

عنترة السكران في الظهيرة الساكنة يتأمل الذبابة وهي تحك ذراعها بذراعها، وتطنّ (هزَجًا كفعل الشارب المُترنِّم)…
ونحن، مثل ابن خالتنا عنترة، نكرع الروايات ونتأمل العالم هربًا من الألم.

نقرأ مئات الروايات، ونجد أنها صورة لنفوس الناس كلهم، وأن ما يجمع بينها هو أن الناس — صغيرهم، كبيرهم، غنيهم، فقيرهم — ما يجمعهم جميعًا هو أن كل أحد يبحث عن التعاطف… عند كل أحد.

في رواية جميلة، نادلة في فندق فخم جدًا تصادف عجوزًا في ملابس مسكينة ونظيفة، ويقع بينهما أنسٌ عابر يتكرر، ثم ألفة، مما يحدث بين عجوز لا أحد له، وفتاة طيبة.
ويومًا، يدعو العجوز الفتاة للغداء في مطعم الفندق،
والفتاة تصاب بالذعر، وهي تقول لنفسها:
هل يعلم هذا الرجل كم هو ثمن الطبق الواحد هنا؟!

وتهمس الفتاة لمدير الصالة ليجعل الفاتورة تحمل ربع التكلفة الحقيقية.

العجوز، الذي ينطلق في الأنس مع الفتاة بعد الوجبة الرائعة، يتلقى الفاتورة… ينظر إليها ويبتسم ابتسامة غامضة.
وفي أثناء الحديث، تسأله الفتاة عما إذا كانت له مهنة؟
فيجيب الرجل ببساطة:
“أنا أشتري أشياء بسيطة وأبيعها… وكان آخر ما اشتريته هو… هذا الفندق.”

الصاعقة تضرب.
والفتاة تغضب، وتصرخ، وتتهم العجوز بأنه كان يتلاعب بها.
وهنا يقول العجوز للفتاة:

“أنا ملياردير.
وأنا أتناول وجبات لا حد لها.
لكن أجمل غداء تناولته في حياتي، كان هو الغداء الذي أكلناه الآن.
وكانت الفاتورة، التي كان تزويرها هو التحية الأعظم التي تلقيتها في حياتي.”

الرجل شديد الثراء، كان عمره كله يبحث عن… التعاطف.
والتعاطف هو (ماء الروح) في الحياة كلها.

 

وقحت، حين أطلقت الدعم، كانت قد أعدّت “المخيمات” على الحدود، لتحشد فيها السودانيين في تكرارٍ كامل لما فعلته إسرائيل في فلسطين.
لكن…
تعاطف السودانيين في الداخل والخارج أفسد المخطط الضخم… الضخم.
وسكن السودانيون في الشرق والشمال، واستغنوا بالأهل عن بول العالم، الذي كان الدعم ينتظر أن يشربه السودانيون…

والقتال في الجبهات يكشف عن لحظات عند المقاتلين تتخطى “الرجالة” إلى شيءٍ وراءها…

وحين يكتب الناس تاريخ معارك الخرطوم، فإن أمبدة سوف تكون نموذجًا يُدرس في جامعات الرجالة… وجامعات الإيثار.

رسالة
أستاذ أمير،

أهل الصيد يعرفون أن الأرنب — الشديدة الذكاء — تلجأ عند المطاردة إلى حيلةٍ غريبة:
الأرنب آثار أقدامها تشبه آثار أقدام حيوانات كثيرة حولها…
والأرنب تعرف مواقع هذه الحيوانات،
وعند المطاردة، تلجأ إلى حيث توجد هذه الآثار،
فإذا اختلط الأثر، اختلط على الصياد الطريق.

ونحن الآن في أيام كامل،
نجد أن الأثر…
أثر أرنب الاقتصاد، وأرنب الإعلام، وأرنب الإدارات…
آثار تختلط…
ولهذا، السودان… وكامل… والشمس… والقمر،
كلهم يقف محتارًا، لا يعرف تمييز أثر الأرنب من أثر الورل.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى