مقالات

غلام الدين : رحيل كوكب لماح ،،مجد على الدهر..

فقدت البلاد أمس الاثنين رمزًا من رموز العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي ألفته النفوس حلوًا كأنغام الطبيعة جميلًا كأحلام الشباب..

فقدت البلاد الرمز الخالد دكتور غلام الدين عثمان الوالي والوزير والمدير رئيس اتحاد السباحة الأسبق ميزته الأقدار فبقى فيها فريدًا وزينته الشدائد والأخطار فعاش صلدًا عتيدًا..

حين كلفته الإنقاذ بمنصب الوالي عمد إلى حفظ حقوق مواطنيه ونظم حياتهم وأمن لهم استقرارهم— يومهم وغدهم— بغير وعود كاذبة وشعارات زائفة تمضي مع الأيام وترحل بمجرد مغادرته كرسي السلطة..

قبله كان وزيرًا للمالية رغم عسر التكليف فقد حافظ على وجدانه السليم كرجل وديع وانسان لطيف يفيض قلبه حبًا ومعاملة وخيرًا يحنو على الصغير ويبر المحتاج الفقير..

يكفيه فخرًا وشرفًا وأمانة ونزاهة أن تنقب لجنة التمكين الفاسدة في ملف صندوق الاسكان تنقيب الباحث عن تجريم فلا تجد مخالفة واحدة تدينه بها..

أما سياسيًا ورغم المواقع الكثيرة التي شرفت به إلا أنه احتفظ لنفسه بقدر عظيم من التوازن والاعتدال والاتزان رافضًا أن يسجل نفسه في زمرة العاجزين عن العطاء مهرة الغمز واللمز لا ينقطع ضجيجهم في نقد الآخرين والإساءة إليهم..

عاشرناه في ميادين الرياضة رئيسًا لاتحاد السباحة فكان نعم الرائد الذي لا يكذب أهله ،،مبتغٍ للخير قاصدًا النهوض بهذا المنشط الرياضي الجميل..

شرفنا به في نقابة المحامين يوم أن زار النقابة احتفاءًا بتوقيع عقد اتفاق مع نقيب المحامين السودانيين الشريف مولانا عثمان الشريف مانحًا عددًا مقدرًا من المحامين حق تمليك سكنٍ مريحٍ جاءت لجنة التسيير فحرمتهم من ذاك الحق بعد أن أقيل هو منصبه بواسطتها أفسد لجنة عرفتها التجربة السياسية في السودان..

الميزة التي ميزته عن سائر الناس أنه كان سخيًا زينه خلق رفيع تعلو الإبتسامة وجهه الصبوح كأنه يتحدى الزمن ساخرًا منه ماضيًا في طريقه غير آبه بعثراته..

نسيج وحده في السخاء ليس من زمرة اولئك الذين يتسخون ويتكلفون الندى طلبًا للحمد ومجلبة للثناء ،،حيث لم يكن يعطي عطيته التماسًا للذكر والتبجيل..

رحل عنا غلام الدين عثمان ريحانة المجالس،، تاج زينتها وفخر عزتها حين تجلس إليه تسمع ما شئت من نادرة أدبية أو ملحة اجتماعية أو شاهد من شواهد السيرة والتاريخ والتراث..

رحل عنا والوطن في أمس الحاجة إليه بعد أن تكالبت على ترابه الأمم تكالب الأكلة على قصعتها سعيًا إلي تزييف وجدانها لحساب شرذمة وضيعة لا تملك سوى الضجيج والأبواق..

رحل عنا باذخًا بالعلياء زاهر وجد بالسمو ذاخر ،،ثمرة يانعة في دوحة الحركة الإسلامية الناضرة وأي ثمرة أنقى حلاوة وأكثر بهاءًا من شموخ وكبرياء،، غلام الدين عثمان آدم نقي السر والسريرة مجد على الدهر..

آنس الله وحشته وغفر ذنبه ورحم غربته ويسر حسابه وثقل ميزانه وحشره في زمرة أوليائه المقربين..

إنا لله وإنا إليه راجعون

دكتور عمر كابو

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى