
متابعات _ اوراد نيوز
أعلن الخبير المصري في الجيولوجيا والموارد المائية، د. عباس شراقي، أن بحيرة سد النهضة الإثيوبي وصلت إلى سعة التخزين القصوى البالغة 60 مليار متر مكعب من المياه، وهو أعلى مستوى لها حتى الآن.
لكن خلف هذا الإنجاز المائي، يكمن سؤال محرج: لماذا لم تعمل التوربينات؟
المياه لم تنخفض رغم مرور 10 أشهر!
بحسب شراقي، فإن البحيرة فقدت فقط 5 مليارات متر مكعب من المياه خلال 10 أشهر (من سبتمبر 2024 حتى يوليو 2025)، في حين كان من المفترض أن يتم تصريف 30 مليار م³ على الأقل إذا كانت التوربينات تعمل حتى بنسبة كفاءة 50%.
النتيجة؟ شبه توقف للإنتاج الكهربائي وغياب الشفافية حول أداء السد.
البوابات مغلقة.. والملء مستمر بصمت
اتهم شراقي السلطات الإثيوبية بـالتكتم على حقيقة الأداء الضعيف للتوربينات، مشيرًا إلى أن بوابات تصريف المياه ظلت مغلقة منذ ديسمبر 2024، في محاولة لتجنّب انكشاف تعطلها أمام الرأي العام.
واليوم، مع تدفق الأمطار الموسمية، ارتفع منسوب بحيرة السد مجددًا ليبلغ 638 مترًا، وقد يصل إلى 640 مترًا، وهو مستوى المفيض الأوسط.

هل تتجه إثيوبيا إلى ملء جديد دون إعلان رسمي؟
شراقي لم يستبعد أن تستمر أديس أبابا في ملء إضافي خلال الأيام المقبلة، نظرًا لارتفاع الإيراد اليومي للمياه إلى ما بين 350 و400 مليون متر مكعب، ما قد يرفع المخزون إلى 64 مليار م³ بحلول نهاية يوليو.
مصر والسودان تراقبان.. والسد العالي “مستعد”
من جانبه، أكد الخبير المصري أن السد العالي في مصر جاهز لاستقبال موجة الفيضان القادمة، فيما السدود السودانية تفتح بواباتها حاليًا ولا تقوم بتخزين المياه في هذه المرحلة.
خطة الطوارئ المصرية.. مفيض توشكى وقناة الطوارئ
السد العالي يحتوي على مخزون ضخم يقدر بـ162 مليار متر مكعب من المياه، لكن في حالة انهيار مفاجئ في سد النهضة، فإن الكمية الهائلة من المياه المتدفقة قد تهدد السد العالي، خصوصًا إذا تزامن الانهيار مع موسم الفيضان.
وبحسب شراقي أن مصر تمتلك قناة مفيض توشكى التي يمكنها تصريف ما يقرب من 250 مليون متر مكعب يوميًا من المياه إلى الصحراء الغربية، مع إمكانية توسعتها لتصريف مليار متر مكعب يوميًا.
كما كشف عن وجود قناة تحويل جانبية بجوار السد العالي لم تُستخدم حتى الآن، يمكن اللجوء إليها في حال فشل المفيض في تصريف المياه الزائدة.
ولفت إلى أن السد العالي مزود بـ24 بوابة (12 بتوربينات، و12 بدون)، يمكنها معًا تمرير نحو مليار متر مكعب يوميًا إذا استدعت الحاجة.