مقالات

بناء السوداني الذي يبني السودان

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

(١)
حبل المهلة..الشاعر معين بسيسو، وعربته تنتظر إشارة المرور الخضراء، كتب:

الطفل يولد في العربة،
الطفل تعلم في العربة،
الطفل تخرج في العربة،
الطفل تزوج في العربة،
… أنجب… شاخ… مات في العربة.. في انتظار شارة المرور الخضراء.

الشاعر السوداني كتب:
… السوداني يولد في العربة، وكامل إدريس يكون حكومته.
السوداني شب، تعلم، تزوج، أنجب، شاخ، مات، وكامل إدريس يكون حكومته..

(٢)
القتل اللذيذ

خارطة الصحراء التي ندخلها هي:
كل جسم يجدد خلاياه في أربع سنوات… والدول مثل ذلك..
والبداية هي أن نعرف أن السودان الجديد يولد الآن بأسوأ عملية قيصرية. وأن
نجوم أيام النجوم… ماتوا.
نجوم الفن… زيدان، وردي، مصطفى… ومائة آخرون… ماتوا.
نجوم الرياضة… (وأمس صحيفة “ألوان” تحمل صورة لقاقارين وهو يقدم منتخب السودان للنميري)… وهؤلاء… ماتوا.
نجوم الكتابة… الطيب صالح، علي المك، و… و… ماتوا.
الأغنيات الشعبية ماتت.
أشهر برامج الشاشة… ماتت.
أنواع “القعدات” ونجومها… ماتوا.
الساسة… وأيام ونجوم العالم الثالث… ماتوا.
وإن جمعت الأحداث هذه، وجدت أن ما يجمعها هو:
أن الموت فيها يأتي متسللًا…
الآن الموت يأتي علنًا… وجماعيًا… وضخمًا… وبدويًّا لم يسبقه شيء مثله.
هذا تجده، ثم تجد أن كل شيء يتبدل: البلد، والناس، والأحداث، والأساليب، والشمس، والقمر… إلا سياستنا… إلا سياستنا… إلا سياستنا.
والعالم، تحت التبدل الكبير، يلجأ إلى أسلوب جديد تمامًا:
كوريا… ألمانيا… اليابان… الباكستان… الـ… الـ…

(٣)
بريد…
عثم… الذي يسألنا عن: (ماذا وجدت في الكيزان في عمرك الطويل؟)
أستاذ عثم،
بعد نصف قرن مع الكيزان… ندمان أنا؟؟؟
أبدًا، وحاتك، عمري ما ضقت الندم..
وإن أنا مت، فادفني إلى جنب مكتبة (فيها كتابات الكيزان)،
تروي عظامي بعد موتي عروقها.
ولا تدفنني في الفلاة، فإنني
أخاف إذا ما متّ، ألا أذوقها.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى