مقالات

تسلل أبوظبي الي بورتسودان

متابعات _ اوراد نيوز 

متابعات _ اوراد نيوز

فشلت مشيخة الإمارات القابعة على رأس شعبها بأبوظبي في تحقيق نصر عسكري على القوات المسلحة والقوات المشتركة وفصائل هذا الشعب المقاتل في ميدان المواجهة، ولكنها الآن نجحت في التسلل خلسة إلى صفوف القوى الحاكمة في البلاد، وبلعبة مخابراتية ذكية نشطت في دول وأحزاب وجماعات وجنرالات وسفراء يهمسون في أذن من يستمعون إليهم في بورتسودان من القيادات في الجيش وشركائهم من قوى الكفاح المسلح، بعد أن وحدت حرب آل دقلو الشايقي والمسلاتي والجعلي والفوراوي والبني عامراوي والمسيري والحمري والنوباوي، وشكلت كتلة اجتماعية صلبة من أهل السودان، فكان لابد من السعي لبعثرة صفها ودق مسمار خلاف يهتك ثوب الوحدة.

 

 

ومابين همس السفراء واغراء مخبري المخابرات والمال الذي يباع به الرجال في هجعة الليل البهيم نجحت المخابرات الإماراتية في مازرعته من خلافات مصنوعة حول أنصبة السلطة في بلد مزقتها الحرب وأصبحت فيه الوزارة عبئًا ثقيلًا على أكتاف الرجال ولم يعد لها ذاك البريق ولكن الأطماع وشهوة الحكم جعلت الجميع يتمترس حول موقفه وعادت المفاوضات بين شركاء الأمس فرقاء اليوم إلى عجلة الدوران.

 

ومنذ اسبوعين حبست الساحة السياسية أنفاسها من المشفقين على البلاد خوفًا من مآلات الشقاق والتصدع وانهيار الشراكة، بينما طربت قوى المعارضة لما يحدث وضربت الدفوف وزغرد الرجال قبل النساء ونسجت الأخبار عن انسحابات لقوات العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة مناوي وبقية الفصائل التي تملك القوة في أرض المعركة ونفخ الإعلام في أوداج قوى ملحقة بمفاوضات جوبا، إما كانت صنيعة مستخدمة لأغراض التكتيكات التفاوضية أو منشقين عن أصولهم.

 

 

وفجأة أصبح الجكومي يملك خمسين ألف مقاتل وتمبور يملك فيالق من المقاتلين ويقف طالبي الوظائف صفوف صفوف لانتزاع فقط خمسة وعشرين في المائة من السلطة وتبقى الخمس والسبعين في المائة من السلطة للعسكريين ومن يرتضون من المدنيين ولأن الأزمة أصلًا صنعت خصيصًا لبعثرة الصف وشقه كان يمكن حل الخلاف في ساعة واحدة بأن تمنح الشخصيات التي تدعي تمثيلًا للشمال والوسط من الحصة التي كانت تستحوذ عليها قوى الحرية والتغيير ولكن صناعة الأزمة خطة مخابراتية ماكرة لها أهداف بعيدة متمثلة في الجيش الذي يحشده حفتر الآن في شرق ليبيا من المرتزقة الأفارقة وعرب الشتات وبقايا مليـ شيات من تشاد َمالي النيجر وجنوب السودان لاجتياح الشمالية ونهر النيل ولن يتحقق هذا الهدف الإستراتيجي إلا ببعثرة الصف وشق الوحدة وتحييد المشتركة في الميدان وإسقاط الفاشر وبابنوسة وأعادة حصار الأبيض وتعود للتمرد وآل دقلو روحهم بعد أن بلغت الحلقوم

يوسف عبد المنان

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى