منوعات

بتهمة نشر الفسق والتفاهة .. البرلمان المصرى يلاحق “تيك توك”

القاهرة – شهدت مصر خلال الأيام الماضية تصعيدًا أمنيًا لافتًا ضد عدد من صناع المحتوى على تطبيق “تيك توك“، على خلفية بلاغات تتهمهم بـ”نشر محتوى مخل، وحيازة مخدرات، والتربح من وسائل التواصل بطرق غير قانونية”. وأسفرت الحملة عن القبض على سبعة مؤثرين حتى الآن، في خطوة رآها مراقبون “ردًا على الغضب الشعبي المتصاعد من محتوى يفتقر للمعايير الأخلاقية”.

بدأت الأزمة مع مقاطع بثتها سيدة تُدعى “مروة” زعمت فيها أنها ابنة الرئيس الأسبق حسني مبارك، واتهمت شخصيات عامة بالتورط في “تجارة أعضاء بشرية”، ما دفع الفنانة وفاء عامر إلى تقديم بلاغ ضدها، أعقبه توقيفها بتهم السب والقذف ونشر أخبار كاذبة.

بلاغات جماعية وملاحقات قضائية

بالتوازي، تقدم عدد من المحامين ببلاغات ضد مؤثرين بارزين على “تيك توك”، من بينهم “سوزي الأردنية”، و”أم مكة”، و”أم ساجدة”، بسبب محتوى وصف بأنه “مخل وهابط”، فيما ضبطت السلطات بحوزة آخرين مواد مخدرة وأسلحة، بينهم محمد خالد الشهير بـ”مداهم”، ومحمد شاكر.

وأكد المحامي أشرف فرحات، مؤسس حملة “تطهير المجتمع“، أن وزارة الداخلية تراقب منذ فترة عددًا من الحسابات على “تيك توك” و”إنستغرام”، متهمًا بعضهم بممارسة التحريض على الفجور وغسل الأموال. وأوضح أن العقوبات المحتملة قد تصل إلى ثلاث سنوات سجن وغرامات تصل إلى 300 ألف جنيه، مضيفًا أن الاتهامات قد تتوسع لتشمل جرائم أكبر.

البرلمان يدخل على الخط

وتحوّل الجدل الشعبي إلى تحرك برلماني، إذ دعت النائبة مي غيث إلى بحث إمكانية حظر التطبيق في مصر، محذّرة من تأثيره السلبي على القيم المجتمعية. كما أعلن رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب أحمد بدوي عن مهلة مدتها 65 يومًا أمام إدارة “تيك توك” لتحسين المحتوى، ملوّحًا بفرض حظر شامل إذا لم تُتخذ إجراءات واضحة.

وكشف بدوي عن اجتماع رسمي جمع ممثلين عن الحكومة المصرية وإدارة “تيك توك” في المنطقة، حيث طُلب من المنصة مراجعة المحتوى المخالف للقانون، ومنحها مهلة ثلاثة أشهر للتنفيذ.

دعوات لمواجهة “الانفلات الأخلاقي” رقميًا

من جهته، اعتبر خبير أمن المعلومات مصطفى رحيم أن الحظر التقني للتطبيق ممكن، مشيرًا إلى أن “انفلات المحتوى يستوجب رقابة حكومية مشددة”، ودعا إلى تأسيس جهاز وطني لمراقبة المحتوى الرقمي بصلاحيات تدخل فوري، خصوصًا أن جمهور المنصة يغلب عليه الشباب والمراهقون.

مطالب تربوية وتشجيع المحتوى الإيجابي

وفي السياق نفسه، شدد الطبيب النفسي وليد هندي على أهمية استغلال الحملة الأمنية لتوعية الأبناء، مؤكدًا أن الشهرة عبر السخرية والمحتوى المبتذل لا تمثل نموذجًا ناجحًا. ودعا إلى تسليط الضوء على المبدعين وأصحاب المحتوى الهادف كوسيلة بديلة لمواجهة هذا “الانحدار القيمي”.

حالات سابقة

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مصر ملاحقات قانونية لصناع محتوى على “تيك توك“، إذ سبق أن قضت محكمة عام 2022 بسجن حنين حسام ثلاث سنوات وغرامة 200 ألف جنيه بتهمة الاتجار بالبشر. كما شهد عام 2020 إدانة عشر نساء على خلفية محتوى وُصف بأنه “مخالف للقيم الأسرية”، في قضية أثارت آنذاك جدلًا واسعًا بين الحقوقيين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى