مقالات

 قبل أن يغادر “كامل” إلي العاصمة المصرية القاهرة

قبل أن يغادر إلي العاصمة المصرية القاهرة في أول رحلة خارجية له بعد تعيينه رئيساً للوزراء .. قبل هذه الرحلة الخارجية ليت الدكتور كامل إدريس ( يختف) رجله ويزور منطقة جبيت (112كيلومتراً جنوب مدينة بورتسودان) ليؤدي واجب العزاء في وفاة موسي طاهر محمد طاهر الشقيق الأكبر للدكتور محمد طاهر إيلا ..

لم تعد الأتراح في مجتمعنا السوداني مجرد حزن وعزاء لأهل وعشيرة المتوفي .. الأتراح مناسبة لتجديد التواصل الإجتماعي وتعزيز علاقات التعاون بين القبائل والإثنيات .. والفاتحة في مجتمعنا اليوم فرصة لإزالة ماعلق بالنفوس لعشرات السنوات .. والمشاركة في الدافنة أو رفع الفراش نافذة لتغيير هائل في قنوات التواصل بين ألوان طيف مجتمعنا السياسي والاقتصادي والرياضي ..

ولأنه لا مجال للمقارنة.. ولكن من باب التذكير فقط .. لم يكن الرئيس البشير ولا قادة ورموز الإنقاذ في المركز والولايات يتخلفون عن مشاركة السودانيين في أتراحهم خاصة .. وأفراحهم عامة ..شارك البشير في تشييع نقد وأدي الفاتحة في وفاة فاطمة أحمد إبراهيم .. وظل يشكل حضوراً منتظماً في عارضات الأحزان داخل الخرطوم وخارجها ..

إذا لم يفكر رئيس مجلس الوزراء في تعيين مستشار لشؤون القبائل والمناسبات النوعية فليفعل لأنها أجدي وأنفع له من تعيين إدارة للشباب والسلم الاجتماعي..

زيارة جبيت لأداء واجب العزاء لعشيرة القرعيب والأميراب سيكون وقعها عظيماً علي كل أهل وعشيرة الدكتور محمد طاهر إيلا آخر رئيس وزراء لجمهورية السودان قبل انقلاب اللجنة الأمنية .. وإيلا سيبقي أحد أهم بناة نهضة مدينة بورتسودان في تاريخها الحديث .. وقبل كل هذا إيلا أحد أهم أعمدة البناء القَبَلي والاجتماعي بشرق السودان .. صباح أمس الجمعة قابلت الأخ موسي محمد أحمد بصحبة أعيان ورموز من مدينة كسلا خفوا سراعاً لمشاطرة آل إيلا الأحزان.. وجاء الناظر ترك مواسياً ثم والي ولاية البحر الأحمر وقطاعات واسعة من مجتمع شرق السودان عامة ذهبوا مواسين ومعزين .. لم يتأخروا عن واجب تمليه عشرة السنوات وملح الأيام ..

ليس من الحكمة أن تتخلف الحكومة الإتحادية ممثلة في المجلس السيادي ومجلس الوزراء عن مناسبات الأفراح والأتراح في السودان عامة .. ومجتمع الشرق حيث تقيم السلطة المركزية خاصة ..

ستبقي كلمات الراحل حميد بدندنة مصطفي سيد أحمد لرائعة عم عبدالرحيم لوحة سودانية أصيلة تذكرنا دائماً ..
وإيه الدنيا غير لمّة ناس في خير ..
أو ساعة حُزُن ..

عبدالماجد عبدالحميد

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى