
متابعات _ اوراد نيوز
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، حذف الأزهر الشريف بيانًا عاجلًا بشأن المجازر الإسرائيلية في غزة بعد دقائق من نشره، ما دفع المتابعين للتساؤل: لماذا سُحب هذا النداء الصارخ الذي حمل المجتمع الدولي مسؤولية “الصمت عن الدماء والجوع والدمار”؟
البيان الذي وُصف بـ”الصادم” دعا العالم للتدخل الفوري لإنقاذ المدنيين، وأدان دعم العدوان و”التواطؤ بالصمت”، البيان الذي بدا كـ”صرخة ضمير”، أطلق فيها الأزهر نداءً عاجلًا إلى العالم قائلاً:
“آلاف الأطفال يُذبحون بدم بارد، ومن نجا من نيران الحرب يموت عطشًا أو جوعًا أو قهرًا أمام أبواب المراكز الطبية التي توقف نبضها…”
تبرؤ أمام الله”.. كلمات محذوفة فجّرت عاصفة
في البيان الذي لم يصمد طويلًا قبل حذفه، عبّر الأزهر الشريف عن غضبه الأخلاقي والديني تجاه ما يجري في غزة، مؤكدًا:
“نعلن براءتنا أمام الله من هذا الصمت العالمي المشين، ونتّهم دون مواربة كل من يدعم هذا العدوان بأنه شريك في كل دم يُراق، وكل روح تُزهق، وكل طفل ينام جائعًا في غزة…”
لكن البيان اختفى فجأة من حسابات الأزهر على المنصات الرقمية، قبل أن يصدر توضيحًا لخطوة الحذف.
وفي بيان رسمي، أعلن الأزهر أنه “تحمّل المسؤولية وسحب البيان بمحض إرادته”، لأنه “قد يُستغل سياسيًا لتعطيل مفاوضات هدنة إنسانية لإنقاذ الأبرياء في غزة”.
🔹 “قدمنا مصلحة دماء الفلسطينيين على أي موقف إعلامي”، يقول البيان التوضيحي، مؤكدًا أن حقن الدماء هو الأولوية القصوى.
التحرك المفاجئ من المؤسسة الدينية العريقة لم يمنع موجة انتقادات وجدالات محتدمة عبر الشبكات الاجتماعية، خاصة في ظل تصاعد المجازر، ونذر المجاعة التي تطال كل بيت في غزة.
من أجل الدماء.. لا الكلمات”: الأزهر يبرر سحب بيانه المثير
وفي رد وُصف بأنه “مفاجئ وغير مألوف”، برّر الأزهر الشريف حذف بيانه الناري بشأن مأساة غزة، قائلًا إن القرار جاء بدافع المسؤولية لا التراجع، موضحًا:
“سحبنا البيان بشجاعة أمام الله، بعد أن أدركنا أن توقيته قد يُستخدم كذريعة لعرقلة مفاوضات الهدنة الإنسانية، التي هي الأمل الأخير لإنقاذ الأبرياء من الموت المحقق.”
وأكد الأزهر أنه آثر دماء الغزيين على الكلمات، والنتائج على الانفعالات، مضيفًا:
“غايتنا وقف شلالات الدم، لا زيادتها.. لذلك قدّمنا مصلحة الشعب الفلسطيني المظلوم على كل اعتبار.”
وتزامن الجدل مع بيان أممي شديد اللهجة من الأمين العام أنطونيو غوتيريش الذي وصف الوضع في غزة بأنه “انهيار إنساني شامل”، حيث يموت الفلسطينيون جوعًا وهم يبحثون عن فتات المعونات.