عالمية

مريم أبو دقة .. الصحافة العربية تفقد واحدة من أكثر وجوهها جرأة وتفانياً

في حادثة مأساوية جديدة تعكس ثمن الكلمة والصورة، فقدت أسرة الصحافة العربية واحدة من أكثر وجوهها جرأة وتفانياً، إذ ارتقت الصحافية والمصورة مريم أبو دقة مراسلة اندبندنت عربية، خلال قصف إسرائيلي استهدف مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة صباح اليوم الإثنين.

وأكّد مسؤولو الصحة في غزة أنّ الهجوم الجوي أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 15 قتيلاً بينهم عدد من الكوادر الطبية والصحافيين، في مقدمتهم مريم أبو دقة، إلى جانب ثلاثة آخرين من الإعلاميين، من بينهم المصور حسام المصري المتعاون مع وكالة “رويترز”، فيما أصيب زميله المصور حاتم خالد بجراح متفاوتة، كما أعلنت قناة “الجزيرة” فقدانها المصور الصحافي محمد سلامة في الهجوم ذاته.

وفي بيان نعيٍ يملؤه الحزن، وصفت اندبندنت عربية الراحلة بأنها كانت رمزاً للمهنية والإقدام، إذ حملت عدستها إلى خطوط النار لنقل معاناة المدنيين في أصعب الظروف، مؤكدة أن رحيلها يشكّل خسارة فادحة ليس للمؤسسة وحدها بل للمشهد الإعلامي بأسره. وأدانت المؤسسة ما وصفته بـ”الجريمة الإسرائيلية الصارخة” بحق العمل الصحفي، مشددة على أن ما جرى يمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الذي يضمن حماية الإعلاميين في مناطق النزاع.

ورغم فداحة الخسارة، أكدت اندبندنت عربية استمرارها في حمل الرسالة التي دفعت مريم حياتها ثمناً لها، وهي الدفاع عن الحقيقة وكشف معاناة الأبرياء وسط آلة الحرب. وقدّمت خالص التعازي لأسرتها وزملائها ومحبيها في الداخل والخارج.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يشهد قطاع غزة موجة دامية من الغارات الإسرائيلية. فبحسب الدفاع المدني الفلسطيني، قُتل أمس الأحد 42 شخصاً على الأقل في ضربات جوية متفرقة استهدفت أحياء سكنية ومناطق مدنية، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته الميدانية لشنّ عملية برية واسعة في مدينة غزة.

وحتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي أو مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الغارة على مجمع ناصر الطبي، في وقت تزداد فيه المطالبات الدولية بوقف استهداف المرافق الإنسانية والإعلامية، باعتبارها خطوطاً حمراء في النزاعات المسلحة.

برحيل مريم أبو دقة، تفقد الصحافة العربية صوتاً ظلّ شاهداً على المأساة، فيما يبقى إرثها المهني علامة مضيئة على شجاعة الكلمة في مواجهة الموت.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى