
متابعات _ اوراد نيوز
كشفت معلومات استخباراتية حساسة، تم تسريبها من مجموعة منشقّة عن ميليشيا الدعم السريع في السودان، عن تحضيرات متقدمة لشن هجوم عسكري واسع النطاق بالطائرات المسيّرة على مدينة بورتسودان. هذه العملية المخطط لها، والتي تتم بـالتعاون مع خبراء عسكريين أوكرانيين، تهدف إلى زعزعة الاستقرار الأمني في شرق البلاد وضرب صورة الجيش السوداني.
دعم أوكراني مباشر: خطط تفصيلية لاستهداف منشآت حيوية
أفاد المنشقون، الذين سلموا هذه الوثائق إلى جهات إعلامية، أن العملية المرتقبة تحظى بـإشراف مباشر من ضباط أوكرانيين. وتتضمن الوثائق المسربة خططًا مفصلة تتعلق باستهداف منشآت حيوية داخل بورتسودان، عبر استخدام طائرات انتحارية ومسيّرات قتالية بعيدة المدى. يُدير هذه العملية فريق من المقاتلين الذين تلقوا تدريبات متخصصة في الخارج، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التنظيم والتخطيط.
تشير الوثائق إلى أن الأهداف الرئيسية تشمل مخازن الوقود، محولات الكهرباء، قاعدة فلامنغو العسكرية، ومطار بورتسودان الدولي. هذا التحديد الدقيق للأهداف يعكس طبيعة الهجوم المنتظر باعتباره ضربة نوعية موجهة إلى البنية التحتية الاستراتيجية للدولة في شرق السودان.
مراحل الهجوم: من التشويش إلى الضربة الكبرى بتقنيات متقدمة
وفقًا لروايات المنشقين، سيتم الهجوم المخطط على مراحل. تبدأ المرحلة الأولى بتنفيذ ضربات محدودة تستهدف منظومات الدفاع الجوي حول بورتسودان، بهدف اختبار نطاقها وقدرتها على الاستجابة. يلي ذلك إطلاق موجات من المسيّرات الانتحارية من خارج الأراضي السودانية، تحديدًا من إثيوبيا والصومال، لتشتيت قدرات الرصد الجوي.
ولزيادة فاعلية الهجوم، أفادت التقارير أن الخبراء الأوكرانيين سيتولون مسؤولية تعطيل أنظمة الرادارات السودانية، باستخدام أجهزة تشويش إلكتروني متقدمة. هذه التقنية تُرجّح أن تضاعف من فاعلية الهجوم وتزيد من الخسائر المترتبة عليه إذا ما تم تنفيذه.
رفض اغتيال البرهان ومحاولة تحذير السلطات
أوضحت المصادر أن المناقشات داخل معسكرات الميليشيا حول توقيت الضربة كانت لا تزال جارية في بداية شهر يوليو، مع ترجيحات بأن يتم التنفيذ قبل العاشر من الشهر نفسه. أحد المنشقين أفاد بأن “الموعد لم يكن محسومًا، لكن الحديث كان يدور حول تحرك مفاجئ قبل العاشر من يوليو”.
المثير في الوثائق المسرّبة هو أنها تُظهر أن الأوكرانيين اقترحوا في البداية اغتيال الفريق عبد الفتاح البرهان كجزء من العملية، لكن قيادة الدعم السريع رفضت المقترح. ليُصار إلى تبني خطة بديلة تهدف إلى إظهاره بصورة العاجز أمنيًا عبر ضربة نوعية موجعة دون استهدافه بشكل مباشر.
يأتي تسريب هذه المعلومات في إطار محاولة لتمكين الأجهزة الأمنية السودانية من اتخاذ خطوات وقائية، والتحقق من دقة الوثائق عبر القنوات الرسمية، مما قد يُسهم في إحباط الهجوم وإفشال المخطط الأجنبي الذي يهدد أمن واستقرار السودان.
دور أوكراني يثير قلق المراقبين وتحدٍ جديد للجيش السوداني
يشير مراقبون إلى أن هذا التسريب يكشف عن عمق التورط الأجنبي في تأجيج حرب السودان، وعلى رأسهم أوكرانيا، التي يبدو أنها تستخدم السودان كساحة لتصفية حسابات جيوسياسية. ويرون أن المعلومات المسرّبة قد تساهم في حرمان الميليشيا من عنصر المباغتة، وتقويض فرص نجاح العملية.
في ظل هذه التطورات، تواجه القوات المسلحة السودانية تحديًا أمنيًا كبيرًا، يستوجب منها رفع جاهزية منظومات الدفاع الجوي، وتحديث آليات التصدي للطائرات المسيّرة، لا سيما أن هذا النوع من الحروب يُعتبر جزءًا من أدوات الجيل الرابع للصراع العسكري.