
متابعات _ اوراد نيوز
عقدت قيادات حزب الأمة القومي ورؤساء الحزب بالولايات، اليوم، مؤتمرًا صحفيًا بفندق البوصيري في مدينة بورتسودان، عاصمة ولاية البحر الأحمر، استعرضوا خلاله رؤية الحزب للمرحلة المقبلة، وأعلنوا رسميًا سحب التكليف من الرئيس السابق فضل الله برمة ناصر بعد اتهامهم له بالعمل مع مليشيا الدعم السريع على إقامة سلطة موازية ودعم سياسات التمرد
لقاء كامل إدريس
وخلال المؤتمر، كشفت قيادات الحزب عن تفاصيل لقاءاتهم مع رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس، وكذلك مع قيادات من حركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
وقال رئيس حزب الأمة القومي المكلف، محمد عبد الله الدومة: “عندما التقينا برئيس الوزراء قلنا له ربنا يعينك، ونحن لا نريد أي وظائف، وإنما نريد أن يكون هناك سلام وعدالة، ونرغب في مراقبة أداء الحكومة”.
سحب التكليف من برمة
وفي ما يتعلق بسحب التكليف من فضل الله برمة ناصر، أوضح الدومة: “برمة ارتكب خطأً كبيرًا ولم يرجع للحزب، واتخذ القرار وحده بالانضمام إلى المليشيا، وهذه مخالفة كبيرة. أن تتخلى عن حزب مدني وتدخل إلى حزب مسلح، ولذلك سحبنا منه التكليف، فمؤسسة الرئاسة هي الجهة المخوّلة بالتكليف وسحب الثقة”.
وأضاف: “اجتمعنا في مؤسسة الرئاسة واتخذنا قرارًا بسحب التكليف منه، وسنستمر في العمل، وسيكون لدينا نشاط واسع في الولايات، وهذه مجرد محطة في تاريخ حزب الأمة. سننطلق إلى جماهير الحزب في المرحلة المقبلة”.
المرحلة الأخطر في تاريخ السودان
من جهته، صرّح نائب رئيس الحزب، إبراهيم الأمين، قائلاً: “نمرّ بمرحلة هي الأخطر في تاريخ السودان، وينبغي أن نفكر بطريقة مختلفة. نحن لم نصل إلى حلول ناجعة، وكل ما تحقق جاء عن طريق التهدئة”.
وتابع: “نناشد الشعب السوداني بأن يعيد النظر في كل شيء، في تاريخه وقياداته. ما نمر به يستوجب تفكيرًا جماعيًا ومشروعًا وطنيًا جامعًا”.
وأضاف: “نحن في المرحلة القادمة نريد أن نكون أكثر شفافية، ويجب أن يعكس برنامج الحزب المقبل كل قضايا السودان”.
وأكد إبراهيم الأمين وقوف الحزب مع القوات المسلحة، قائلاً: “نحن نتحدث عن القوات المسلحة كمؤسسة، وليس عن قائدها، وندعمها لأنها تواجه محاولات تصفية ممنهجة”.
كما أشار إلى أن قرار سحب التكليف من فضل الله برمة جاء بعد تقديم نصائح قانونية له، مؤكدًا: “لا يمكن أن تكون في حزب وتدخل في آخر مسلح، وتقوم بعمل لتفرض سيطرتك على الشعب السوداني”.
وقال: “عضوية حزب الأمة القومي تعاملت مع الخطأ الذي ارتكبه الرئيس السابق بقيم سودانية، ولا يمكن لحزبنا أن يتهم من قبل الشعب بالوقوف مع التمرد، لذلك قمنا بإبعاده عن قيادة الحزب”.
وختم: “قلت له يا فضل الله، لا يمكنك أن تقود الحزب وأنت تعمل على تشكيل حكومة موازية لتفصل دارفور”.
في السياق نفسه، قال إسماعيل كتر، مساعد رئيس حزب الأمة للشؤون القانونية: “حزبنا مستهدف، وفي كل مرة يغادر منه جزء ويحدث جلبة، لكنه يمضي بثبات بقياداته وقواعده”.
وأضاف: “قمنا بعمل كبير في بورتسودان من أجل المصلحة الوطنية، ونعمل لانتقال سلمي نحو التحول الديمقراطي في السودان”.
كما وزّع حزب الأمة القومي بيانًا تفصيليًا بشأن قرار سحب الثقة من اللواء فضل الله برمة ناصر، جاء فيه:
“الحبيب اللواء فضل الله برمة تم تعيينه في مؤسسة الرئاسة كغيره من النواب والمساعدين والمستشارين من قبل الرئيس المنتخب. وبما أنه ذو تاريخ طويل وعطاء وطني وحزبي مقدّر، فقد تم التوافق داخل مؤسسة الرئاسة على تسميته رئيسًا مكلفًا يمارس صلاحيات الرئيس المنتخب، على أن يتخذ قراراته بالتشاور مع مؤسسة الرئاسة. ثم أمنت بقية المؤسسات على هذا القرار في مجلس التنسيق والمكتب السياسي. وهكذا أصبح مكلفًا بشرعية توافقية غير دستورية، لأن الدستور صمت عن آلية خلافة الرئيس في حال وفاته”.
وأوضح البيان: “الصلاحيات الدستورية للرئيس تخص فقط الرئيس المنتخب من المؤتمر العام، والجهة الوحيدة التي تملك حق محاسبته هي المؤتمر العام. أما فضل الله برمة فقد تم تكليفه بالتراضي، ويلزمه القرار بالتشاور مع مؤسسة الرئاسة، التي بدورها تملك مساءلته”.
وتابع البيان: “اطلعت المؤسسة على سلسلة من المخالفات التي ظهرت في أداء الحبيب فضل الله برمة، وازدادت منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023. وقد توسطت شخصيات في مؤسسة الحزب بالولايات المتحدة الأمريكية في ديسمبر 2023 لإنهاء الأزمة. وتم التوافق وقتها بينه وبين النواب على نهج مؤسسي، لكنه بعد أيام قليلة شارك في لقاء تحالف (تقدم) مع قائد قوات الدعم السريع، ووقّع إعلان أديس أبابا في 2 يناير 2024 دون تشاور أو إخطار أي من مؤسسات الحزب”.
وأشار البيان إلى أن هذا السلوك تسبب في أزمة داخل الحزب، ما دفع إلى عقد اجتماعات مطولة في القاهرة خلال مارس 2024، وتم خلالها التوافق على “عهد وميثاق” جديد مع فضل الله برمة، لكنه لم يلتزم به، وواصل قراراته الانفرادية.
وأضاف البيان: “مشاركته الأخيرة في اجتماع نيروبي بدون تفويض من مؤسسات الحزب، وتوقيعه على وثيقة تتضمن بنودًا متعارضة مع مبادئ الحزب – خاصة فيما يتعلق بالعلمانية – شكلت تجاوزًا خطيرًا”.
وأكد البيان أن مؤسسة الرئاسة قررت سحب التكليف من اللواء فضل الله برمة ناصر، وتثبيت تكليف مولانا محمد عبد الله الدومة رئيسًا للحزب، ليمارس صلاحياته بالتشاور مع مؤسسة الرئاسة