مقالات

الصورة على جدار الميل أربعين

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

والميل أربعين معركة دارت في الجنوب، بين المجاهدين، وعتادهم يومها كان مثل عتاد الجيش السوداني قبل شهرين من نشوب الحرب التي تجري الآن… وعتاد العدو مثل عتاد “الدعم السريع” في بداية الحرب… الآن.
ومشاهد من المعركة هي:
قبل المعركة بيوم، كان كل شيء واضحًا تمامًا. وكل أحد يعلم أن الأمر ليس (نصرًا أو هزيمة)، بل الأمر كان هو… موت أو موت…

وفي ظهيرة اليوم الذي سبق المعركة، تدخل عربة لوري المعسكر، والقائد علي عبد الفتاح يجمع المجاهدين الثلاثمائة، ويحدّثهم أن المعركة

القادمة شديدة الهول… ويحدثهم أن الدين يُسر، ويطلب من كل من يريد الانسحاب أن يصعد إلى هذه العربة.
وعجوز يبدو في الستين يقترب من العربة، وحين يجد أنه ليس معه أحد، يتظاهر بأنه ينظر في بطن العربة… ثم يبتعد عنها.
وفي المعركة، يُصاب الرجل في بطنه، ويسقط على وجهه، ويمسح الأرض بوجهه حتى يستطيع الالتفات.
التفت إلى المجاهدين وكأنه يقول لهم:
“أنا هنا… لم أذهب.”

وفي المجموعة، كان هناك شرطي جاء من العاصمة لاعتقال المجاهد عبد الرحمن.
وعبد الرحمن، الذي كان اسمه “أجوكو”، كان مجرمًا معتقلاً، وعربة الشرطة كانت تنقله إلى السجن.
لكن أجوكو يقفز من العربة ويهرب… والشرطي، الذي هرب منه أجوكو، جعل على نفسه عهدًا أن يأتي به.
وحين يعلم بوجود أجوكو في “الميل أربعين”، ينطلق لاعتقاله.
وأجوكو يقول للشرطي:
“معاك، يا سيادتك… لكن خليني لحدي ما المعركة تنتهي، وأمشي معاك.”
وبعد المعركة العجيبة، لما كانت الآذان ما تزال ثقيلة من دوي المعركة، كان كل أحد راقدًا، بصورة ما، على الأرض.
وأجوكو، الذي كان قد بدّل اسمه إلى “عبد الرحمن”، يقترب من الشرطي ويهمس:
“يا سيادتك… أنا دلوكت جاهز عشان أمشي معاك.”
والشرطي يقول له:
“يا أجوكو…”
فيقول هذا:
“اسمي عبد الرحمن، سيادتك.”
فيرد الشرطي:
“يا عبد الرحمن… لكن عندنا مشكلة.”
فيسمعه، والشرطي يقول:
“أنا جيت حسب التعليمات عشان أعتقل أجوكو… لكني ما لقيت أجوكو… لقيت عبد الرحمن… يبقى ما فيش اعتقال.”
(3)
ظاهرة “الدبابين”، وابتكار أسلوب الفرد الذي يواجه الدبابة، ظاهرة ابتكرها المجاهد السوداني، وبدّلت شيئًا واسعًا في جيوش الأرض كلها.
والآن، ظاهرة “الجيش المسكين”، الذي يحمل سلاحًا متخلفًا، ويستطيع رغم ذلك أن يفعل بالعدو المُجَهَّز الأفاعيل، ظاهرة يبتكرها السودان، والعالم يتحدث عنها.
والبداية كانت من كرري، ومن سدوا الفرقة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى