
متابعات _ اوراد نيوز
إسحق أحمد فضل الله
(الصورة…. ٢)
أستاذ سليمان
نرسم بالكلمات صورتنا وصورة العالم… ونوجز الأمر بالصور.
وأيام انهيار اقتصاد العالم ٣٦… تُقام في نيويورك مسابقة في الرقص… والجائزة يحصل عليها (آخر) من يظل واقفاً على قدميه…
ويوم… ويوم… والراقصون الآلاف يتساقطون من التعب،
ويبقى ثلاثة أو أربعة أزواج… و(جين فوندا) في الحكاية التي أصبحت فيلماً سينمائياً،
(جين) هذه زميلها يسقط، والمرأة تطلق الرصاص عليه، ثم تقول للشرطة:
“الناس يقتلون الخيول التي تسقط… أليس كذلك؟”
والحكاية (الحقيقية) تجمع صورة الغرب كله، والخوف كله، والتوحش كله… وما يعنيه الإنسان عندهم…
هذه نتفة من صورتهم،
صورة مجتمع بلا إله.
……
ثم صورة عالمنا العربي… والإسلامي الذي دلدل رأسه للغرب هذا،
ولا نكرر الصورة المعروفة…
فما نريده هو صورة من نقلوا إلينا العقل الغربي… والروح.
والصورة عندنا هي:
في العيلفون القديمة، ظريف يحكي ويقول:
“جدي كان يقاتل في معارك المهدية… وفي واحدة من المعارك رأسه يُقطع… رأسه يُقطع لكنه يظل يقاتل حتى العصر دون أن يعرف أن رأسه مقطوع. وعند العصر يجلس ليستريح، وهناك يدردم سفة سعوط ممتازة، ويقذف بها في فمه، ليجد أن السفة تسقط خلف ظهره… وهنا فقط يعرف أنه بلا رأس…”
وأن نقول عن مثقفينا إنهم… وإنهم… نصبح عندها ممن يكرر… وصورة صاحب السفة هذه هي صورة مثقفينا.
……
وما يكمل الصورة هو…
نظرة الغرب إلينا.
وفي رواية مصرية، المرأة الفرنسية التي تنقب عن الآثار يجن جنونها حين تجد أن الدولة هناك تفتح مدرسة، فالأهالي عندها يجب أن يظلوا مثلما كانوا منذ ألف عام…
البقاء الذي يجعل لهم ميزة الاحتفاظ بكل شيء،
….. الاحتفاظ حتى بالموت….
ووزير ثقافة ديغول يقص أن الملك فاروق له شقيقتان في باريس،
وواحدة منهما متحجبة، والأخرى مطلوقة…(ليس بالمعنى السوداني)
وأن الأولى عندها ميزة غريبة… لها صلة بالغيب،
قال الوزير:
“جئنا إليها بقطعة من ملابس جنرال قديم خاض معارك معروفة، وأن الفتاة تعصر القطعة وتحدثهم أنها تخص جنرالاً خاض معركة كذا وكذا…”
قال:
“… وتصف وكأننا نسمع صهيل الخيول والسيوف والصراخ…”
والوزير هذا يهبط اليمن أيام حميد الدين،
ويشهد تنفيذ الإعدام، الذي يجري علناً،
وأن السياف يسوق من يُنفَّذ فيه الإعدام، ويطلقه داخل دائرة المتفرجين، ويطارده، ويظل يطعنه طعنات وطعنات، حتى ينهك ويركع، ويمد عنقه للسيف…
……
صورنا عندهم هي هذه،
وحتى تظل الصورة (والحال) هذه باقية، يخص الإنجليز مفاتيح السودان بما يضمن بقاء السودان يكرع الريح…
والمفاتيح هذه كانت هي…
….. المثقفون…..
هل قلنا كلمة واحدة مما تحمله ملايين الكتب التي تسكب الأفكار؟
لا….. مع أننا نتكلم سياسة،
والسبب هو أن بعض ما سقانا له المثقفون هو ألا نصبر على فكر اقتصادي… أو اجتماعي… أو عسكري… أو…
لو أن الشيطان يجدد طبعاته، مثلما تجدد طبعات الكتب، لكانت الطبعة الأخيرة له هي… مثقفونا.
العدو من قبل يُغري العراق بغزو الكويت… ثم يضرب العراق،
ويصنع الحرب بين إيران والعراق، ويمد هذا وذاك بالسلاح،
والآن كامل إدريس يلتقطه البرهان من دون العالمين،
ثم يجعله يصنع حرب جبريل،
وحرب جبريل تصنع الانشقاق في صفوف الجيش والحركات، و… الآن بالذات يتمدد الأمر.
والقائمة أعلاه ما يجمعها ليس هو: (لماذا يقع هذا؟)
والسؤال هذا خطأ، والسؤال الصواب هو:
لماذا (لا) يقع هذا؟…
صححوا السؤال.