
متابعات _ اوراد نيوز
:: فالإنسان يندهش ثم يسأل ثم يبحث عن الإجابة، ولذلك تم تعريف الدهشة بأنها بداية المعرفة..ويبدو أن القيادي بصمود خالد عمر يوسف في بداية رحلة المعرفة، ونأمل أن يواصل باحثاً عن الإجابة..أعرب خالد عن دهشته من دعوات السلام الصادرة من دعاة الحرب في السودان للمقاتلين في الشرق الأوسط، وتساءل لماذا يُمكن حل قضية إيران بالتفاوض بينما تحسم في بلادنا بالسلاح..؟؟
:: وهنا نسأل، ماهو تعريف هذا الأخ المندهش لدُعاة الحرب بالسودان؟.. قبل الإجابة، هل تذكرون تعريف المدنيين في قاموس نشطاء (قحت)؟.. نعم، عقب الثورة، كما تشابهت على الناس المصطلحات والتعاريف السياسية، فان الكثير منها أيضاً تعرضت للتزوير ..مثلاً، المتفق عليه – لغة وإصطلاحاً وسياسياً – فالمدني هو غير المقاتل أو المحارب، وليس هناك تعريف آخر..!!
:: وتسليم السلطة للمدنيين يعني المُضي إلى صناديق الإقتراع، لينتخب حكومة المدنيين..ولكن الأمر غير ذلك في قاموس صمود، لقد احتقروا الوعي العام وسعوا إلى تعريف مصطلح المدنيين بأنهم فقط نشطاء قوى الحرية الذين شاركوا العساكر حكومة ما بعد الثورة.. واليوم، بعد أن طارت السكرة، لم يعد لهذا التعريف زبوناً ولا آذاناً صاغية..!!
:: فالوعي العام لم يعد يستمع لمزاعم النقاء المدني و(السواقة بالخلاء).. بالتأكيد هناك أحزاب ذات جماهير، وأحزاب عضويتها حمولة هايس، وأحزاب عبارة عن (قردين وحابس)، وهناك من لايملك في هذه الحياة غير كيبورد وحلقوم ربع متر وقاموس الشتائم، ويزعم انه معبود الجماهير.. وهكذ.. فالإدعاء حرية شخصية، ولكن الفيصل بين المزاعم و الحقائق هو صندوق الانتخابات..!!
:: وتعريف الأخ المندهش لدعاة الحرب، لايختلف عن تعريفه للمدنيين، أي مستهلم من ذات القاموس، قاموس تزوير المعاني.. دعاة الحرب هم من يقاتلون مع الجيش جنجويد الإمارات دفاعاً عن الأرض والعرض والنفس، أما دعاة السلام فهم داعمي الجنجويد ليحتلوا و يغتصبوا ويقتلوا و ينهبوا، تحت غطاء محاربة الكيزان و الفلول و (دولة 56)، هكذا التعريف في قاموسهم..!!
:: وبالمناسبة، عندما غادر التعايشي و حجر و علاء نقد و آخرين صمود إلى الجنجويد، ليشاركوا في حكومته، فان المندهش خالد احترم اختيارهم و قال بالنص : ( دي إختيارتهم ونحن بنحترمها)، بيد أن الداعم للجيش لايجد عند المندهش غير السب والشتم و الاتهام بدعاة الحرب، وهذا يعكس خلل الترمومتر الذي به يقيسون درجات مبادئهم ..!!
:: ثم نسأل المندهش، هل من يصفهم بدُعاة الحرب بالسودان هم الرافضين لتنفيذ اتفاق جدة بعد التوقيع عليه أمام العالم؟، وهل هم الذين وافقوا على دعوة الإيقاد بالذهاب إلى جيبوتي للتفاوض مع البرهان، ثم غابوا لأسباب فنية كما قالت جيبوتي؟، وهل هم الرافضين لتنفيذ قرار الأمم المتحدة بعدم الاعتداء على الفاشر و إنهاء حصارها؟..وهكذا..!!
:: وعليه، فمن يصفهم فتى أبوظبي بدعاة الحرب بالسودان هم من سعوا للسلام، ولم يجدوا غير رغبة الكفيل في الحرب، فيحاربون ..ولأنهم وقعّوا على اتفاق سلام في جدة وينتظرون التنفيذ، ثم بحثوا عن السلام في جيبوتي ولم يجدوا الهالك، فانهم دعوا أطراف الحرب في الشرق الأوسط للسلام ..و الآن حل السلام محل الحرب في الشرق الأوسط، لأسباب كثيرة، منها ربط العُملاء و الخوانة في رؤوس الصواريخ الإيرانية، وهذا ما كان يجب أن يفعله السودان لكي لا يُطيل أمد الحرب ..!!
الطاهر ساتي