
متابعات _ اوراد نيوز
تزخر الأراضي المصرية بالكنوز الأثرية التي لا تتوقف عن الظهور، لتؤكد للعالم أجمع عمق إرثها الحضاري. وفي إطار هذه الاكتشافات المتواصلة، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، اليوم السبت، عن إنجاز أثري جديد في منطقة تل الفرعون (تل نباشة) التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية. جاء هذا الإعلان مع اختتام موسم الحفائر الأخير، والذي أشرفت عليه البعثة الأثرية البريطانية من جامعة مانشستر.
من جانبه، شدد السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، في بيان صحفي نشرته الوزارة على صفحتها الرسمية بفيسبوك، على الأهمية البالغة لهذا الاكتشاف الذي يسلط الضوء على إحدى المدن التاريخية المحورية في دلتا النيل.
تفاصيل الكشف وتأريخه
أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال التنقيب تركزت في التل الشرقي، مستفيدة من أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد وصور الأقمار الصناعية (لاندسات). هذه التقنيات كشفت عن وجود تجمعات كثيفة من الطوب اللبن في مناطق محددة، وهو ما دفع البعثة لإجراء حفائر فعلية أسفرت عن الكشف عن مبانٍ سكنية يُعتقد أنها تعود إلى بدايات أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد.
الكشف في منطقة المعبد وتاريخ “إيمت”
في القسم الخاص بالمعبد، عثرت البعثة على أرضية ضخمة من الحجر الجيري، بالإضافة إلى بقايا عمودين هائلين من الطوب اللبن يُعتقد أنهما كانا مغطيين بالجص. تشير هذه البقايا إلى أنها جزء من بناء أقيم فوق طريق المواكب، الذي كان يربط بين صرح يعود إلى العصر المتأخر وصرح معبد واجيت. ويُفترض أن هذا الطريق توقف عن الاستخدام بحلول منتصف العصر البطلمي. يُذكر أن معبد واجيت قد أعيد بناؤه في عهد الملك رمسيس الثاني، ثم مرة أخرى خلال حكم الملك أحمس الثاني، قبل أن يُستخدم كمحجر في الفترة الأخمينية.

صرح نيكي نيلسن، مدير البعثة، بأن مدينة “إيمت” كانت من أبرز المراكز السكنية في الوجه البحري، خاصة خلال عصري الدولة الحديثة والعصر المتأخر. وقد اشتهرت بوجود معبد ضخم مخصص لعبادة الإلهة واجيت، والذي لا تزال آثاره قائمة في الجزء الغربي من الموقع.
يُعد هذا الكشف خطوة هامة نحو استكمال الفهم الأثري والتاريخي لمدينة “إيمت”، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات المستقبلية التي ستساهم في كشف الأسرار الدفينة لهذه المدينة العريقة.
