
متابعات _ اوراد نيوز
كنز “سان خوسيه”: صراع ثلاثي الأبعاد على مليارات الدولارات الغارقة
تتصاعد حدة النزاع حول مصير كنز غارق يقدر بمليارات الدولارات، حيث تتنافس إسبانيا وكولومبيا وشركة “سي سيرش أرمادا” الأمريكية على ملكية شحنة السفينة الإسبانية “سان خوسيه جاليون”. هذه السفينة، التي كانت جزءًا من أسطول نقل الثروات من المستعمرات الإسبانية، غرقت قبالة سواحل قرطاجنة بكولومبيا في عام 1708 خلال “معركة بارو”، حاملةً على متنها عملات معدنية، وزمردًا، وفضة، ومجوهرات، وغيرها من النفائس بقيمة تتراوح بين 18 و20 مليار دولار، وفقًا لصحيفة “البوبليكو” الإسبانية.
غرق السفينة وبداية النزاع
تعود أسباب غرق “سان خوسيه” إلى حرب الخلافة الإسبانية (1701-1715)، عندما تعرضت لهجوم من البحرية البريطانية. بعد أكثر من ثلاثة قرون على غرقها، عُثر على بقايا السفينة في المياه الكولومبية، لتُشعل فتيل نزاع قانوني وسيادي معقد.
حجج متضاربة: السيادة مقابل المنطقة الاقتصادية
تتمسك إسبانيا بمبدأ الحصانة السيادية، مؤكدةً أن السفينة وما تحمله من كنوز ملك لها بغض النظر عن موقعها. في المقابل، تستند كولومبيا إلى أن الحطام يقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة، مما يمنحها الحق في ملكية الكنز.
دور الشركات الخاصة: استثمار ومطالبة بالأرباح
تدخل شركة “سي سيرش أرمادا” الأمريكية على خط النزاع، مجادلةً بأنه بدون استثمار رأس المال الخاص، لن تتمكن أي دولة من تحمل تكاليف عملية إنقاذ تقدر بمئات الملايين من الدولارات. تعتمد الشركة على اتفاقية التجارة الحرة بين كولومبيا والولايات المتحدة، وتسعى للحصول على نصف الكنز كربح لها، مبررةً ذلك بضرورة تحديد موقع الكنز والمطالبة بحقوق المستثمرين.
تعقيد قانوني وحلول مقترحة
يعلق خوسيه مونتيرو، خبير القانون الدولي والرئيس التنفيذي لشركة “مونتيرو دي سيسنيروس أبوجادوس”، على هذا الوضع المعقد قائلاً: “تجتمع المصالح الوطنية والمطالبات الخاصة وتفسير القانون الدولي”. ويشير مونتيرو إلى قوة موقف إسبانيا القانوني، “لامتلاكها حججًا قانونية قوية للمطالبة بملكية الحطام كسفينة دولة محمية بالحصانة السيادية واتفاقية اليونسكو”.
ويُقترح حل هذا النزاع، من وجهة نظر مونتيرو، في الاعتراف بحقوق كولومبيا وإنشاء لجنة ثنائية. تهدف هذه اللجنة إلى “ضمان الحفاظ المشترك على هذا التراث العالمي والبحث فيه ونشره، مع استبعاد أي استغلال تجاري، وإعطاء الأولوية لقيمته الثقافية والعلمية”.