
متابعات _ اوراد نيوز
في اكتشاف فلكي مثير، تمكن فريق من العلماء من كشف النقاب عن الأصول الغامضة للكويكب “2024 YR4″، الذي أثار الجدل بعد الاعتقاد الأولي بأنه قد يهدد الأرض، قبل أن تتحول الأنظار إلى احتمال تصادمه مع القمر.
هذا الكويكب، الذي أُطلق عليه لقب “قاتل المدائن” نظراً لحجمه البالغ 60 متراً، قدم مفاجآت علمية غير مسبوقة، قلب من خلالها المفاهيم التقليدية حول مصادر الكويكبات الخطيرة.
وكشفت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن إمكانية حدوث تصادم محتمل بين الكويكب “2024 YR4” وسطح القمر، وهو ما أثار انتباه المجتمع العلمي نظراً لتداعياته المحتملة على الخطط المستقبلية لاستكشاف القمر.
على الرغم من أن احتمال وقوع هذا الحدث يبقى محدوداً، إلا أن ندرته تجعل منه حدثاً يستحق المراقبة الدقيقة والمستمرة.
مخاطر التصادم وتوقيته الحرج
وفقاً للحسابات العلمية، تبلغ احتمالية اصطدام الكويكب بالقمر حوالي 1.7% فقط، وهي نسبة قد تبدو طفيفة، لكنها كافية لإثارة القلق، خاصة مع تزامن هذا الحدث المحتمل مع استعدادات ناسا لإطلاق بعثات “أرتميس” الطموحة، التي تهدف إلى إعادة الإنسان إلى القمر.
وفي تصريح لصحيفة “ذا إيكونوميك تايمز”، أشار ليندلي جونسون، المتخصص في برنامج الدفاع الكوكبي بوكالة ناسا، إلى أن مثل هذه التصادمات “حدث نادر للغاية قد لا يتكرر إلا مرة كل ألف عام”.
وأضاف أن الاصطدام، في حال وقوعه، قد يتسبب في هزات زلزالية على سطح القمر، مما يشكل تهديداً للأجهزة العلمية والبنية التحتية المستقبلية هناك.
خصائص فريدة تحيّر العلماء
نشرت تفاصيل الدراسة في مجلة Astrophysical Journal Letters، حيث أظهرت رصديات مرصد كيك في هاواي أن الكويكب يتميز بشكل غير مألوف يشبه قرص الهوكي المسطح، بعيداً عن الأشكال الكروية أو الممدودة الشائعة بين الكويكبات. لكن ما أذهل الفريق حقاً هو سرعة دورانه المذهلة، إذ يكمل دورة كاملة حول نفسه كل 20 دقيقة فقط، مما يجعله واحداً من أسرع الكويكبات دوراناً على الإطلاق. هذه الخاصية النادرة جعلته لغزاً يستحق الدراسة العميقة.
ويُصنف “2024 YR4” ضمن مجموعة كويكبات “أبولو” التي تتميز بمساراتها القريبة من الأرض والقمر أحياناً.
في وقت سابق، كانت هناك تكهنات حول احتمال اقترابه الخطير من الأرض بحلول عام 2032، لكن العلماء استبعدوا هذا الاحتمال تماماً، مركزين اهتمامهم الآن على تأثيره المحتمل على القمر.
هذا الحدث، رغم طابعه الافتراضي حتى الآن، يعكس التحديات المعقدة التي تواجهها الوكالات الفضائية في سعيها لاستكشاف الفضاء الخارجي، ويبرز أهمية اليقظة العلمية المستمرة لتتبع مثل هذه الأجسام السماوية.
وهذا الاكتشاف لا يعزز فهمنا للكويكب “2024 YR4” فحسب، بل يذكّرنا بضرورة البقاء في حالة تأهب دائم لمواجهة المفاجآت الكونية التي قد تحملها لنا الفضاءات البعيدة.