
متابعات _ اوراد نيوز
في ليلة ترقب وهدوء، كانت عيون متعب بن عبد الرحمن بن إبراهيم ترنو نحو السماء، باحثة عن هلال شوال الذي أعلن قدوم عيد الفطر المبارك في السعودية وعدد من الدول العربية.
لم تكن هذه اللحظة مجرد رصد فلكي، بل كانت استمراراً لإرث عائلي عمره أكثر من قرن، حيث تتوارث عائلة متعب مهارة رؤية الأهلة عبر الأجيال.
متعب بن عبد الرحمن.. حارس السماء
متعب البرغش، ليس مجرد راصد للأهلة، بل هو حارس لتراث عائلي بدأه جده إبراهيم، الشيخ الذي تميز ببصر حاد وقدرة فريدة على رؤية الهلال. ورث متعب هذه المهارة عن والده عبد الرحمن، الذي كان يصعد إلى المرتفعات لتحري الهلال، ويُعلّم أبناءه أسرار هذه المهنة.
متعب يجمع بين العلم الشرعي والخبرة الفلكية الموروثة. فهو لا يعتبر رؤية الهلال مجرد عملية فلكية، بل يراها التزامًا بأمر نبوي، مستندًا إلى قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”.
مرصد تمير.. نافذة على السماء
من شغف شخصي، أسس متعب مرصد تمير، ليصبح مركزاً لتعليم هذه المهارة النادرة. لا يستخدم متعب التلسكوبات، بل يعتمد على عينيه المجردتين ومعرفته الموروثة، مؤكداً أن رؤية الهلال سُنة نبوية يجب الحفاظ عليها.
وعن عدد المرات التي قام بها بالرصد، أوضح أنه يصل دائما للنتيجة الصحيحة، وذلك بعد متابعة الهلال في الشروق والغروب من بداية الشهر إلى نهايته، وأنه بمجرد معرفه محله يكون الوضع في رصده سهلا، موضحا أنه يقوم بالمتابعة يوميا في مرصد تمير للوصول للمعلومة وذلك في الفجر وفي المغيب، وخصوصا في أوقات الذروة»، تمير وحوطة سدير وشقراء هنّ أحسن ثلاثة مواقع لرؤية الهلال وفقاً لقول متعب، لأنها برأيه مواقع ذات سماء صافية، يرى متعب البرغش أن الآلات التقنية الحديثة لا تُزيل الحاجة للرؤية المجرّدة، وأن الرؤية بالآلة والرؤية المجرّدة متكاملتان،
إرث مستمر للأجيال القادمة
يحرص متعب على نقل هذا الإرث إلى أبنائه، عبد الرحمن وسارة، الذين يرافقونه في رحلات الرصد الشهرية. كما يدرب مجموعة من الشباب في مرصد تمير، ليضمن استمرار هذا التقليد العريق.