
متابعات _ اوراد نيوز
غطى موضوع إسترداد جيشنا الوطني العظيم على الأحداث حين ملأ الحياة الدنيا وشغل كل الناس وإنه لحق فعل يستحق كل هذا الاحتفاء والإهتمام والانتشاء ..
لكن هناك إنتصار آخر تزامن مع هذا الانتصار ما كان لنا أن نغفل عنه دون الإشارة له سيما أنه مثل قرارًا انتصر لقيم الحق والعدل والقانون والانصاف والوجدان السليم ..
القرار برمته هو أن وزير الخارجية الشريف على يوسف الشريف كان قد أصدر قرارًا في إطار ترتيب البيت الداخلى لوزارته من بعد فوضى لجنة التمكين الفاسدة التي اجتاح فسادها كل مؤسسات الدولة وغمرها بفيض غامر من السوء والبشاعة والنكير..
ففي الوزارة محور حديثنا رأيناها أي اللجنة كيف قامت بفصل أعظم كوادر الوزارة من دبلوماسسين في مختلف الدرجات وإداريين جميعهم صقلتهم التجربة وعركتهم المحافل الخارجية مقدمين تجربة في الحضور والتميز والتفوق وإدارة الملفات الموكلة إليهم بكل جدية وهمة وسداد ..
ليتم فصلهم ضمن مؤامرة خبيثة استهدفت الوطن وعملت على إفراغ دولاب الدولة من كل الكوادر المؤهلة والخبرات التراكمية لتحل محلهم كوادر ضعفت أخلاقيًا بلا أدنى تأهيل وتدريب فني يمكنهم من أداء المهام الموكلة إليهم على الوجه المطلوب..
حتى جاء الوزير الحالي الشريف على يوسف ليضع بصمته في الفترة القصيرة التي تولى فيها إدارة هذه الوزارة الهامة في هذه المرحلة والبلاد تتنازعها أجندات خارجية تحاول العبث بمقدرات الأمة والتدخل في شأنها الداخلى والمساس بهيبتها وسيادتها..
فعمد إلى ترتيب البيت الداخلى معتمدًا على منهج موضوعي هو الاحتكام إلي تقاليد الوزارة الراسخة المعمول بها رافضًا أي تجاوز للقوانين واللوائح المنظمة وقواعد البرتكول والمراسم ،،مشددًا على احترام القانون ،،شعاره رد المظالم واعطاء كل ذي حق حقه وعدم السماح لأي فرد كائنًا من كان في التدخل في شؤون وزارته تجاوزًا أو ظلمًا أو وساطة ..
فكان قراره التاريخي بترقية مجموعة من خيرة شباب بلدي فاقت سنين خبراتهم فى هذه الوزارة أكثر من ((25)) عامًا رفض وزراء قحط ترقيتهم إلي سفراء حين حجبت عنهم الترقية سنين عددًا مكثوا كوزراء مفوضين دون مسوغ قانوني أو مبرر موضوعي ..
حتى جاء هذا الوزير فرد لهم الحق كاملًا بهذا القرار الصحيح السليم الذي يتوافق وصحيح القانون واللوائح المنظمة لعمل الوزارة ترقية وتدرجًا طبيعيًا ..
يأتي ذلك كما أسلفنا في إطار مساعيه لفرض دولة القانون على هذه الوزارة ضمن حراك عظيم يقوم به الآن داخل وخارج السودان ..
ومن ذلك رأيناه يقوم بجهد مضاعف مقدر خارجيًا مشاركة فاعلة في مؤتمر ميونيخ الناجح بقراراته وتوصياته القوية وحضوره الواثق فعالية أتاحت له منبرًا لمخاطبة العالم وتنويره بالمؤامرة وآخر المستجدات في السودان بجانب عقده للقاءات ثنائية مع شخصيات من الوزن الثقيل علي هامش المؤتمر..
هذا بجانب زياراته لموسكو وطهران واجتماعاته المتواصلة مع الاتحاد الافريقي ثم زيارات للقاهرة وجنوب السودان وعدد مقدر من دول افريقيا كل ذلك صب ويصب في (استعدال) واسترداد هيبة وطنية عبثت بها الفترة الانتقامية هذه ..
بالرجوع إلى أصل القرار فإن هذه الترقية كانت قد شملت حوالي ((27)) سفيرًا من خيرة شباب الوزارة كل واحد منهم تصلح سيرته ومسيرته نموذجًا صالحًا في التأهيل المهني والجدية والمبادرة والمبأدأة والالتزام..
ولم ينس سيادته أن يمنح المرأة مقاعد تناسب عطائها ومشاركاتها واسهامها الفاعل في الوطن صدقًا ونزاهة ونهضة وتجردًا حيث شملت القائمة خمس ((سفيرات)) كلهن مصدر إلهام ونبوغ وتفوق..
سانحة أن نشد على يد هذا الوزير المنصف ((الحقاني)) الذي يأبى الظلم ويعمل بتجرد يرفض معه أي محاولة لفرض وصاية حزبية أو انتماء سياسي أو تغليب مصلحة حزبية فالناس جميعهم أمامهم سواء يقف على مسافة واحدة من منهم دون أي تميز أو تفريط أو إفراط أو تفرقة ذاك من اعتدال جبل عليه…
تهنئة مستحقة لسفراء أفاضل شملهم هذا القرار التاريخ المنصف جمعتنا بهم مسافات الحياة ومحاورها المختلفة :
سعادة السفير الأثير إدريس محمد على محمد سعيد ،،قدرنا أن نكون أبناء القضارف الولاية الحبيبة هو والسفير أحمد عمر تبول..
إدريس محمد على حادي الركب وهادئ الرحلة خطوات مشيناها مشوار صداقة سرمدية الملامح يستوعبنا بلا كلمات ويصدقنا بلا بينة ويبذل لنا النصح دون غرض..ألقيت على كتفه أحمالي مواقف مختلفة لم يكل ولم يمل وقد تحملها بلا إبطاء أو تردد..
خلق لخدمة الناس مبذول للجميع يدنئ الفقير ويحب المسكين ويسعى لخدمة المحتاج ينزع لباس الحرج عنه فقط لأنه حمل قلب طفل براءة وسماحة وصفح وإيثار..
هو باختصار ملاذ أماننا في كل الحوبات والحاجات ..
هيأ نفسه علمًا ولغة وثقافة موسوعية وحضورًا واثقًا ما يجعله مؤهل لأدوار أكبر تصب في المصلحة العامة..
سعادة السفير أحمد عمر تبول ابن القضارف هو كذلك : صفي القلب جبار للخواطر والكسور بابتسامة عريضة وضيئة لا تفارق محياه الطلق رفيق الروح يراهن دومًا على التفاؤل والأمل الكبير في غد أكثر إشراق واخضرار مثل صاحبه إدريس من الذين تلقى همومك وأتعابك عليه جنة دنيا وأنيس آخرة بإذن الله يدخل الجنة بإذن الله بقلب سليم لا يباغض ولا ينافق ولا يعرف الكذب له محلاً ..
سعادة السفير خالد محمد عثمان منذ عرفته اعتلى منصة الدهشة بدواخلنا ،،عاشق مغرم متبتل في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله ذلك للابحار في بحر التوكل بلا خوف ولا وجل من تصاريف الحياة ولذلك ظل يمارس الشجاعة سراءًا وضراءًا مرتديًا قناع الحق يرفض أن يتنازل عن الدفاع عنه مهما كانت المبررات والمسببات،مختلف الحضور والحديث يقابلك في كل الظروف بوجه طلق لا يعرف ((التكشيرة)) والتقطيب ..
نماذج ثلاث لرجال التقيناهم في سهول الحياة وتضاريسها المختلفة فظلوا أثرًا باقيًا لا يتأثر بعسر أو يسر اللحظة شدة ورخاءا..
تهانينا لهم ونتوقع من وزير في قدرات الشريف على يوسف أن يفجر مخزون امكانياتهم البكر لصالح الوطن الوريف فمثله لا يقبل أن ((تستطيل حوائط ينهض ألف باب)) ليحجز عن السودان قممًا سامقة لها القدرة على الانجاز والفعل والابداع والتميز..
وتهنئة مستحقة مجددًا لهذا الوزير الذي استطاع قيادة ثورة تصحيحية أعادت للوزارة بريقها التي افتقدته زمانًا طويلًا ..
دكتور عمر كابو