اوراد نيوز
اوراد نيوز

الزبير نايل يكتب عن : إختفاء مراسل الجزيرة عادل فارس

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

كنت عندما التقي ابن الجنوب الأنيق الزميل عادل فارس سواء في آواخر فترتي بالفضائية السودانية أو بعد التحاقه بنا مراسلا لقناة الجزيرة أهرع اليه متهللا وممازحا :
(منقو.. قل لا عاش من يفصلنا ) …

 

 

وبضحكته الدائرية ناصعة البياض التي تجسر كل المسافة بين الغابة والصحراء، يُكمل بنبرته الجميلة:
ها هو النيل الذى أرضعنا ..

وسقى الوادى بكاسات المنى ..

 

 

ظل عادل فارس يكرر الدعوة لي لزيارة جوبا وتعهد بتنظم جولة لي تكون مادة لكتابة انطباعات عن سحر الجنوب.. رغم أنه سبق لي أن زرت عددا من مدن جنوب السودان وتحتفظ ذاكرتي ببعض المشاهدات عنها…
كانت جوبا عاصمة الاستوائية أول مدينة تطأها قدمي ضمن مدن عدة منها ملكال وواو ومريدي وتوريت ورمبيك وبانتيو ..

 

 

طوال رحلتي إلى جوبا كان أزيز الطائرة كأنه يردد مع النور الجيلاني (يا مسافر جوبا) .. وكنت اهتف:
داير روحك فسحها.. فسح نفسك روحها..
يلا ودع سيب  الخرطوم..
ودع خلي الخرطوم ..

 

 

هناك في مروج الجنوب وغاباته وعند سفح جبل اللادو اكتشفت نصفي الاستوائي وألوانا ثقافية جعلت خريطة السودان في ناظري أكثر جمالا وثراء ..

 

هكذا انطبع ذلك الجزء العزيز من بلاد المليون ميل مربع حينها في ذهني.. جرت مياه السياسة تحت الجسور تتقلب بين صفاء واعتكار.. وانبثق عن اللوحة ظلان لكنها ظلت بذات الإطار في الوجدان …
ظللت على تواصل مستمر مع الزميل عادل فارس الإعلامي والمثقف البارز بدولة جنوب السودان وكان كالعهد به دوما ممراحا وحاضر النكتة..

 

جاءت الأحداث المؤسفة الأخيرة والتي غذتها بعض ترسبات الماضي وألقت بظلالها القاتمة .. كتب يومها عادل فارس منشورا محتشدا بالحكمة وضع فيه إصبعه على مواطن الوجع وناشد الجميع التحلي بالعقلانية لأن ما يجمع بين شعبي السودان أكثر مما يفرقهما …

 

منذ أسبوع اختفى أثر عادل فارس ولم يُعرف له مكان.. أسرته وأصدقاؤه ظلوا يكررون المناشدات لمعرفة مصيره لكن دون جدوى، واستبد بي قلق عندما استعدت حادثة اختفاء شقيقه الأصغر منذ سنوات طويلة..

كامل التضامن مع الزميل عادل فارس وخالص الدعوات بأن يرده الله سالما لأسرته وأحبابه ليواصل جهوده الصادقة في تعزيز علاقاتٍ نسج خيوطَها التاريخ وأحكمت الجغرافيا وثاقها ..

 

 

الزبير نايل

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.