متابعات _ اوراد نيوز
تخيل نفسك جالساً داخل مقصورة طائرة “إيرباص A319″، تنظر من نافذتك لتشهد مناظر خلابة لجبال الهيمالايا الشاهقة. فجأة، يبدأ الطيار في تنفيذ مناورة هبوط دقيقة للغاية، حيث يقود الطائرة بمهارة فائقة لتستقر على مدرج قصير ومحاط بالجبال، وسط تصفيق ركاب ارتفعت نبضات قلوبهم خلال لحظات الهبوط المثيرة. هذا المشهد هو جزء من روتين يومي في مطار بارو الدولي، أحد أصعب المطارات في العالم من حيث الهبوط.
مطار بارو: تحدٍ حقيقي للطيارين
يقع مطار بارو في قلب جبال الهيمالايا، بين قمتين شاهقتين تتجاوز ارتفاعهما 5000 متر. هذا الموقع الفريد يجعل من الهبوط في هذا المطار تحديًا حقيقيًا حتى لأكثر الطيارين خبرة. فالمدرج قصير جدًا، والمساحة المتاحة للمناورة محدودة للغاية، وتحيط بالمطار جبال وعرة تجعل الرؤية صعبة في بعض الأحيان.
متطلبات خاصة بالطيارين
لتلبية متطلبات الطيران في مطار بارو، يخضع الطيارون لتدريب خاص مكثف. فهم بحاجة إلى امتلاك مهارات عالية في الطيران اليدوي، حيث يتم إجراء معظم عمليات الهبوط يدويًا دون الاعتماد على أنظمة الطيار الآلي. كما يجب عليهم أن يكونوا على دراية تامة بالتضاريس الجغرافية للمنطقة، وأن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات الصائبة في ظل الظروف الصعبة.
أسباب صعوبة الهبوط في مطار بارو
- المدرج القصير: يبلغ طول مدرج مطار بارو حوالي 2264 مترًا فقط، وهو أقصر بكثير من مدارج المطارات الدولية الأخرى.
- الجبال المحيطة: تحيط بالمطار جبال شاهقة، مما يقلل من المساحة المتاحة للهبوط والإقلاع، ويجعل الرؤية صعبة.
- ظروف الطقس المتقلبة: تشهد المنطقة تقلبات كبيرة في الطقس، حيث تهب رياح موسمية قوية وأحيانًا عواصف رعدية، مما يزيد من صعوبة الهبوط.
- الارتفاع الشديد: يقع المطار على ارتفاع شاهق، مما يؤثر على كثافة الهواء وسرعة الطائرة.
الجمال الطبيعي والخطر المتلازم
على الرغم من صعوبة الهبوط في مطار بارو، إلا أن هذا المطار يوفر للركاب فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة في بوتان. فمن نوافذ الطائرة، يمكن للركاب مشاهدة مناظر بانورامية لجبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج، والأودية الخضراء، والقرى الجبلية التقليدية.
مستقبل الطيران في بوتان
تولي بوتان اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاع الطيران، حيث تسعى إلى زيادة عدد الطيارين المحترفين وتحديث أسطول الطائرات. ومع ذلك، فإن الحفاظ على سلامة الطيران في مثل هذه الظروف الصعبة يبقى أولوية قصوى للسلطات المعنية.
ختامًا
يعتبر مطار بارو مثالًا حيًا على التحديات التي تواجه الطيران في المناطق الجبلية. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن هذا المطار يظل وجهة جذابة للسياح الذين يرغبون في استكشاف جمال بوتان الطبيعي والثقافي.