صحيفة “لوفيغارو” توثق دمار الخرطوم :3 أسابيع فى قلب ساحة القتال
متابعات - اوراد نيوز
متابعات – اوراد نيوز
أصبحت الخرطوم، التي كانت في الماضي منارة على ضفاف نهر النيل، الآن مسرحاً للدمار والخراب. تحولت المدينة إلى مقبرة مليئة بالجثث، حيث تنتشر الروائح الكريهة والموت في أرجائها، بينما تحولت المحطة التلفزيونية، التي كانت مركزاً للدعاية، إلى موقع لتعذيب السجناء.
هذه الصورة القاتمة نقلتها صحيفة “لوفيغارو” عن عاصمة السودان في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
الحرب حولت السودان إلى برميل بارود حقيقي، أسفرت عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، وتشريد الملايين، وانتشار المليشيات، مما أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة.
الصحيفة استعرضت عملاً مصوراً للصحفي إيفور بريكت من صحيفة “نيويورك تايمز”، بعنوان “حرب فوق النيل: السودان المجزأ”، الذي تم بعد أسابيع من العمل المشترك مع الصحفي والكاتب ديكلان والش، في واحدة من أكثر الدول صعوبة في الوصول إليها.
أشار الصحفيون إلى أن الانتصارات المتتالية لقوات الدعم السريع على الجيش النظامي أدت إلى انتشار الجماعات المسلحة التي انضمت إلى القتال لدعم الجيش. الأسوأ من ذلك، أن شبح المجاعة يهدد بموت مئات الآلاف من الأطفال في الأشهر القادمة، في بلد عزل عن العالم.
قال بريكت: “كان من الصعب جداً الحصول على تأشيرات للدخول، ولكن لحسن الحظ، تمكنا من الحصول على التأشيرة”. وقد وصل الصحفيون إلى بورتسودان في أبريل/نيسان، قبل أن ينتقلوا إلى الخرطوم برا.
وعند وصولهم، شاهدوا قذائف المدفعية تنهال على المستشفيات والمنازل، ورأوا السكان يدفنون موتاهم بلا مراسم، ويحاولون الحفاظ على بعض الكرامة للراحلين.
وصف الصحفيون مدينة تتغير فيها الخطوط الأمامية بشكل مستمر، حيث يصبح كل شارع ساحة معركة محتملة.
في الجزيرة الوسطى، التي كانت مكاناً للترفيه، الآن لا يكسر الصمت الثقيل سوى أزيز الطائرات المسيرة التي تتابع أهدافها بلا هوادة.
التقيا بالدكتورة مناهل محمد في مستشفى علياء، حيث تعالج الجنود وسط نيران القناصين، ومن النوافذ المدمرة، ظهرت المدينة في حالة من الفقر المدقع، مع معالم كانت في السابق ذكريات.
في بداية أغسطس/آب، حذرت الأمم المتحدة من أن 26 مليون شخص يواجهون خطر مشاكل تغذية حادة. وقال ستيفن أومولو، نائب المدير العام في برنامج الأغذية العالمي، “لم يتم الالتفات إلى تحذيراتنا”، وأكدت لجنة مراجعة وجود مجاعة في دارفور، مع تهديدات خطيرة في مناطق أخرى.
اللاجئون، الذين تجاوز عددهم 10 ملايين، يتجمعون على الحدود مع تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، ويواجه أكثر من نصف سكان البلاد مستويات حرجة من المجاعة، مع خطر وفاة 230 ألف طفل، في أزمة غذائية قد تكون أكثر فتكا من تلك التي شهدتها إثيوبيا في الثمانينيات.
المصدر : الجزيرة