متابعات _ اوراد نبوز
أعلنت إثيوبيا عن إنجاز تاريخي بانتهاء أعمال بناء سد النهضة والبدء في مرحلة التشغيل، مع تشغيل توربينين جديدين لزيادة إنتاج الكهرباء. يأتي هذا الإعلان في ظل صمت رسمي من مصر والسودان، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذا التطور على حصة المياه في دول المصب، خاصة مع استمرار الخلافات حول ملء وتشغيل السد.
ماذا يعني الإعلان الإثيوبي؟
يشير الإعلان الإثيوبي إلى اكتمال بناء السد بنسبة 99.5% واستعداده لتخزين المياه بشكل نهائي، بسعة تتجاوز 64 مليار متر مكعب. كما يعني تشغيل التوربينات الجديدة زيادة قدرة إثيوبيا على توليد الكهرباء، وتصريف المياه باتجاه دول المصب يهدف لتهدئة المخاوف بشأن تدفق المياه، إلا أن تأثيره الفعلي لا يزال موضع جدل.
قلق مصري سوداني وتحركات عسكرية
يثير الإعلان الإثيوبي قلقًا في مصر والسودان، حيث يعتبر سد النهضة تهديدًا لأمنهما المائي. وتلتزم القاهرة الصمت الرسمي، إلا أنها قامت بتحركات عسكرية في الصومال، ربما كرسالة لإثيوبيا. ويرجع البعض صمت مصر إلى أخطاء سابقة في المفاوضات، بينما يرى آخرون أنه رد عملي على الإعلان الإثيوبي.
موقف السودان
شهد موقف السودان تقلبات في السنوات الأخيرة، حيث احتج على السد سابقًا، لكنه أبدى موافقة على جميع النقاط مع إثيوبيا في يناير 2023. ويرى البعض أن إثيوبيا تستغل الظروف الحالية في السودان لاستكمال بناء السد دون اتفاق رسمي ملزم، بينما يؤكد آخرون أن السودان لا يزال يطالب باتفاق ملزم وتبادل المعلومات بشأن تشغيل السد.
تأثير السد على مصر والسودان
يتوقع خبراء أن يؤثر سد النهضة على حصص مصر والسودان من المياه، ويضر بالزراعة والمشاريع التنموية، بينما يرى الجانب الإثيوبي أن السد لن يؤثر على دول المصب، بل سيساهم في تنظيم تدفق المياه وتخفيف الفيضانات.
تصعيد محتمل في القرن الأفريقي
أثار النزاع بين الصومال وإثيوبيا، والتحركات العسكرية المصرية في الصومال، مخاوف من تصعيد التوترات في منطقة القرن الأفريقي. ورغم تأكيد البعض على أن إثيوبيا ومصر غير معنيتين بالتصعيد، إلا أن آخرين يرون أن الأمر وارد، خاصة إذا أضرت إثيوبيا بمصالح مصر المائية.
الخلاصة
يعد إعلان إثيوبيا عن اكتمال سد النهضة وتشغيل توربينات جديدة تطورًا مهمًا في ملف السد، الذي لا يزال يثير توترات بين إثيوبيا ومصر والسودان.
الصمت الرسمي من القاهرة والخرطوم، والتحركات العسكرية المصرية في الصومال، تزيد من الغموض حول مستقبل هذا الملف، وتثير مخاوف من تصعيد محتمل في منطقة القرن الأفريقي، في ظل غياب اتفاق ملزم وتبادل معلومات حول تشغيل السد.