هزة أرضية في القاهرة بسبب أنشطة بشرية

متابعات _ أوراد نيوز

شهدت العاصمة المصرية القاهرة هزة أرضية خفيفة بقوة درجتين على مقياس ريختر، مصدرها أعمال إنشائية في جنوب شرق المدينة. وعلى الرغم من عدم وقوع أضرار، إلا أن هذا الحادث يسلط الضوء على ظاهرة الزلازل المستحثة، أو تلك التي يتسبب فيها النشاط البشري.

فقد أكدت الدراسات العلمية أن الأنشطة البشرية المتنوعة، مثل التعدين والإنشاءات والتكسير الهيدروليكي، قادرة على إحداث تغييرات في قشرة الأرض قد تؤدي إلى هزات أرضية، حتى في المناطق التي لا تشهد عادة أي نشاط زلزالي طبيعي. وتتنوع الآليات التي يمكن أن تؤدي بها هذه الأنشطة إلى الزلازل، من انهيارات مفاجئة بسبب إزالة المواد من الأرض، إلى تغيير الضغوط في الطبقات الصخرية بسبب حقن السوائل أو استخراجها.

وتثير هذه الظاهرة قلقاً متزايداً، خاصة في ظل التوسع العمراني والأنشطة الصناعية المكثفة في العديد من المناطق حول العالم. فالزلازل المستحثة، وإن كانت غالباً ما تكون خفيفة، إلا أنها قد تصل في بعض الحالات إلى قوة مدمرة، مما يشكل تهديداً على الأرواح والممتلكات.

لذلك، يحذر الخبراء من ضرورة أخذ هذه الظاهرة في الاعتبار عند التخطيط للمشاريع الكبرى، خاصة في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية. ويتطلب ذلك إجراء دراسات دقيقة لتقييم المخاطر المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة للحد منها، مثل اختيار مواقع بعيدة عن الصدوع الجيولوجية النشطة، وتطبيق تقنيات بناء مقاومة للزلازل، ووضع خطط طوارئ للتعامل مع أي هزات محتملة.

إن حادثة القاهرة، وإن كانت بسيطة في آثارها، إلا أنها تذكرنا بأن الأرض التي نعيش عليها ليست جامدة، بل هي نظام ديناميكي حساس يمكن أن يتأثر بتدخلاتنا. ولذلك، يتعين علينا أن نتعامل معها بحكمة ومسؤولية، وأن نضع سلامة الإنسان والبيئة في صدارة أولوياتنا.