متابعات_أورادنيوز
نعى الناعي فجر اليوم الاثنين التاسع عشر من أغسطس 2024 الشيخ الدكتور الفاتح علي حسنين .
رجل الدعوة الذي حمل همها شابا صغيرا وعاش لها حتى بلغ أجله .
ظل فاعلا نشطا قائدا مؤثرا منذ أيام دراسته الجامعيةفي يوغسلافيا وتخرجه فيها طبيبا في سبعينات القرن الماضي .
عرف طريقه الى قلوب الناس فكان نقطة الجذب وموقع الثقة في أيما مجموعة كان فيها .
مبادرا لا يهاب الصعاب ولا يستصعب عظائم الإمور .
طموحا لا يرضى بالهين من الأهداف والمقاصد .
مخلصا لا تستهويه لعاعات الدنيا .
شجاعا غير هياب للمخاطر والأثمان الواجبة السداد في سبيل الغايات العظمى .
كريما ينفق دون أن يخشى فقرا .
منذ أيام الدراسة الجامعية في يوغسلافيا الشيوعية حينها كان د. الفاتح داعية يؤلف الرسائل التعريفية بالاسلام ويوزعها سرا على الطلاب والسكان ويتحمل في سبيل ذلك أذى كثيرا .
أسس اتحادات للطلاب المسلمين في اوروبا الشرقية سرية وعلنية ، وظل الفاعل الأهم فيها .
بعد تخرجه أسس العديد من المنظمات والجمعيات المعنية بتطوير أوضاع المسلمين خاصة في أوروبا الشرقية الشيوعية حينها .
عمل مستشارا للزعيم والمفكر البوسني علي عزت بيغوفيتش وهما في مرحلة الشباب ،ثم إبان حرب البوسنة وحتى صار الأخير رئيسا لبلاده ، كان دكتور الفاتح ساعده الأيمن ومستشاره القريب طوال حقب متتالية تبدلت فيها الأحوال بين العسر واليسر ، والاستضعاف ثم الانتصارات والفتوحات ، والفاتح هو هو وقفا لقضايا الأمة ونصرة المستضعفين ، لايلين ولا يستكين .
كان دوره في حرب البوسنة والهرسك والصرب معروفا مشهودا .
كان مستشارا مقربا للرئيس الطيب رجب أوردوغان منذ أن كان الأخير في بدايات طريقه في العمل العام ، تتلمذ على يد الدكتور الفاتح ، وظل اوردوغان يذكر أمام الملأ أستاذية الشيخ الفاتح وفضله عليه قبل وأثناء ترأسه لبلدية استانبول أول عهده بالعمل السياسي ، وللحق ظل أوردوغان وفيا لهذا الفضل ، حتى أنه مازار السودان إلا وكانت زيارة منزل الشيخ الفاتح حسنين على راس برنامجه مهما كانت الأحوال .
أسس الشيخ الدكتور الفاتح حسنين وكالة غوث العالم الثالث وظل فاعلا عبرها في تقديم خدمات انسانية جليلة لكثير من أهل الحاجة والبؤس من فقراء افريقيا وآسيا والعالم الثالث عموما ، وكانت الوكالة التي تنقلت مقراتها بين النمسا و البوسنة وتركيا مفخرة للعمل الانساني الناجح .
تدهورت حالة الراحل الصحية لسنوات طويلة ،لازمته فيها علل عديدة وظل يتردد على المستشفيات ويمكث فيها الشهور الطويلة حتى ضعف الجسد ، أما القلب فقد ظل نابضا بحب الناس ووطنه والأمة ، و الروح وثابة تتطلع لعزة المسلمين وتنحاز لقضاياهم .
توقف القلب الكبير وانتقل فجر اليوم الشيخ الفاتح حسنين ، وعينه لم تقر به بتحرير مدينته كركوج التي دنسها خوارج العصر مليشيا حميدتي ، ولعل أخبار كركوج المحزنة قد زادت وطأة العلة عليه وهو الذي أحبها وأحبه أهله الذين ظل حفيا بهم واصلا لهم بارا بهم وهو في سنوات الغربة الطويلة .
أنجز الراحل فيما أنجز دراسة توثيقية قيمة جامعة لأرحامه المغاربة سماها موسوعة الأسر المغاربية في السودان.
شملت الموسوعة المكونة من مجلدين أنساب المغاربة في السودان ومنهم جده الشيخ أحمد زروق المغربي .
رحم الله الشيخ الدكتور الفاتح حسنين وجزاه بخير ما يجازي به الصالحين وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وتقبل منه أحسن الذي عمل وتجاوز عن كل ذنب .
وأحسن عزاء أسرته الصغيرة والكبيرة وأهل السودان وعارفي فضله .
إنا لله وإنا إليه راجعون
عثمان البشير الكباشي