
أورادنيوز
ملخص
أعرب متخصصون عن مخاوفهم من أن يؤثر رفع نسبة قبول الطلاب الوافدين في الجامعات الحكومية المصرية إلى 25% سلبًا على فرص الطلاب المصريين في الحصول على مقاعد دراسية.
في ظل تزايد أعداد الوافدين المقيمين في مصر، والذين يقدر عددهم بنحو 10 ملايين وافد، تتوسع الحكومة المصرية في استقبال الطلاب العرب والأجانب في جامعاتها. تأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة “أدرس في مصر” التي أطلقتها وزارة التعليم العالي قبل خمس سنوات، بهدف تعزيز مكانة مصر كوجهة تعليمية رائدة في المنطقة.
ومع زيادة عدد الجامعات المشاركة في المبادرة هذا العام، تتطلع الوزارة إلى استقطاب المزيد من الطلاب الوافدين، مستفيدة من القدرات البشرية المتميزة والخبرات الأكاديمية والبحثية العريقة التي تتمتع بها الجامعات المصرية.
على الرغم من الفوائد الاقتصادية المتوقعة من هذه الخطوة، إلا أنها أثارت بعض المخاوف لدى الطلاب المصريين بشأن تأثيرها المحتمل على جودة العملية التعليمية، وزيادة التكدس في الجامعات الحكومية التي تعاني بالفعل من ضغوط كبيرة.
تضاعف أعداد الوافدين
شهد عدد الطلاب الوافدين في مصر زيادة ملحوظة، حيث ارتفع من 12 ألف طالب في العام الدراسي 2019-2020 إلى 26 ألف طالب في العام الدراسي 2023-2024، بالإضافة إلى 7 آلاف طالب في الدراسات العليا.
ويعزى هذا الارتفاع إلى التطوير المستمر للبرامج الدراسية، وإنشاء جامعات جديدة، وتنوع الخيارات الدراسية المتاحة للطلاب الوافدين.
وتتراوح رسوم الدراسة في الجامعات الحكومية للوافدين بين 3500 دولار للتخصصات والكليات الأخرى، و8000 دولار لدراسة الطب وطب الأسنان في جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية وأسيوط والمنصورة. ويشكل القطاع الطبي نسبة 60% من إجمالي الطلاب الوافدين في مصر.
وعلى الرغم من أن العائد المالي من الطلاب الوافدين تجاوز 400 مليون دولار، إلا أن البعض أبدى اعتراضه على زيادة أعدادهم مقارنة بالطلاب المصريين في الجامعات الحكومية.
لماذا الإعتراضات؟
أثارت نسبة قبول الطلاب الوافدين في الجامعات المصرية، خاصة في كليات الطب، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. يرى البعض أن هذه النسبة، التي تصل إلى 75% في بعض الكليات، غير عادلة وتؤثر سلباً على فرص الطلاب المصريين في الحصول على مقاعد دراسية.
وأعرب بعض الأساتذة في الجامعات المصرية، مثل الدكتور صلاح الغزالي حرب من جامعة القاهرة، عن قلقهم إزاء ارتفاع أعداد الطلاب الوافدين في الكليات الطبية، مشيرين إلى أن هذه الزيادة قد تؤثر على جودة التعليم وتقلل من فرص الطلاب المصريين في الحصول على مقاعد دراسية.
وعلى الرغم من التسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية لجذب الطلاب الوافدين، مثل التأشيرات التعليمية المخفضة وأسعار الطيران المخفضة للطلاب وأسرهم، إلا أن البعض يرى أن هذه التسهيلات يجب أن تكون متوازنة مع حقوق الطلاب المصريين في الحصول على فرص تعليمية عادلة.
هل هى سياحة تعليمية؟
أشارت تقارير صحافية إلى زيادة ملحوظة في نسبة الطلاب الوافدين في الجامعات المصرية، حيث ارتفعت من 5% إلى 25% في العام الدراسي الماضي. وفي هذا السياق، يرى أستاذ المناهج في كلية التربية بجامعة عين شمس، حسن شحاتة، أن هذه الزيادة لن تؤثر على فرص الطلاب المصريين في الحصول على مقاعد دراسية، وذلك بفضل التوسع الكبير الذي يشهده قطاع التعليم الجامعي في مصر، من حيث تنوع الجامعات والكليات والبرامج التعليمية.