في ظل الأحداث المضطربة في المنطقة، تستعد إثيوبيا لبدء الملء الخامس لسد النهضة، الذي من المتوقع أن يكون الأكبر حتى الآن، حيث ستحتجز 23 مليار متر مكعب إضافية من مياه النيل، ليصل إجمالي المياه المحتجزة إلى 64 مليار متر مكعب.
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه السودان معارك مفتوحة، وتعاني فيه مصر من أزمات اقتصادية داخلية، مما يثير مخاوف حول تأثير الملء الخامس على دولتي المصب.
تستهدف إثيوبيا رفع الحائط الأوسط للسد إلى 625 متراً فوق سطح البحر، مما سيمكنها من تخزين 50 مليار متر مكعب من المياه مستقبلاً.
خبراء يحذرون من تداعيات زيادة السعة التخزينية لسد النهضة
أعرب خبراء عن قلقهم من زيادة السعة التخزينية لسد النهضة، حيث يرون أنها تمنح إثيوبيا قدرة أكبر على التحكم في تدفق المياه. وتشير التقديرات إلى أن السد يستطيع تخزين ما يكفي من المياه لمدة عام ونصف العام، مما يعني إمكانية احتجاز ما يصل إلى 50% من حصص مصر والسودان لثلاث سنوات أو أكثر في أوقات الجفاف.
وتزداد المخاوف مع خطط إثيوبيا لبناء المزيد من السدود على النيل الأزرق، مما يزيد من قدرتها على التحكم في الموارد المائية الحيوية للمنطقة.
سد النهضة يهدد مصر والسودان بخطر وجودي
يعتبر الخبراء أن زيادة سعة سد النهضة تشكل خطراً وجودياً على مصر والسودان، خاصة مع قدرة السد على تخزين كميات هائلة من المياه قد تحرم دولتي المصب من حصصهما لسنوات.
يتفاقم هذا الخطر بالنسبة لمصر، التي تعاني بالفعل من فقر مائي شديد، حيث تتجاوز احتياجاتها المائية مواردها المتاحة بكثير.
يزيد الوضع تعقيداً عدم وجود تنسيق بين إثيوبيا والسودان، الذي يعاني من صراعات داخلية، أو مع مصر، التي تعاني من شح مائي وتعتمد بشكل كامل على مياه النيل.
يبدو أن مصر في وضع حرج، حيث تواجه تهديداً خطيراً لمواردها المائية الحيوية دون القدرة على التحرك الفعال.