في تطور جديد يعكس خطورة الوضع الإنساني بولايات كردفان، تعرّض فريق ميداني تابع لجمعية الهلال الأحمر السوداني لهجوم شنّته قوات الدعم السريع في منطقة الأندرابة بولاية شمال كردفان، ما أسفر عن إصابة عشرة متطوعين بجروح متفاوتة وتدمير سيارتين تحملان شعار الجمعية.
وقال مفوض العون الإنساني بالولاية، محمد إسماعيل، للجزيرة إن الهجوم تم باستخدام طائرة مسيّرة استهدفت الفريق على بعد نحو 70 كيلومتراً غرب الخرطوم، بينما كان في مهمة إنسانية لجمع ودفن جثث ضحايا المعارك. وأوضح أن القصف وقع داخل منزل مسؤول تنفيذي بمحلية جبرة الشيخ حيث كان الفريق يقيم.
وكانت جمعية الهلال الأحمر قد أكدت في بيان سابق تعرّض فريق “إدارة الرفات” لسقوط مقذوف في مقره بالأندرابة، مما أدى إلى إصابات بين أعضائه وتلف سياراته، من دون أن تُحدد الجهة المسؤولة، قبل أن تُوجه أصابع الاتهام لاحقاً إلى قوات الدعم السريع.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في صراع محتدم على السيطرة، انعكس بشكل مباشر على الأوضاع الإنسانية والصحية.
ففي ولاية جنوب كردفان، دخلت مدينتا كادقلي والدلنج مرحلة جديدة من التدهور منذ أغسطس/آب 2025، عقب سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال على بلدة أم أدارا، ما أدى إلى قطع طريق تجاري حيوي يربط المنطقة بسوق النعام على الحدود مع جنوب السودان.
وفي موازاة ذلك، أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على حركة البضائع والمساعدات القادمة من مدينة الأبيض، التي تمثل المركز الرئيس للإمدادات، وهو ما أدى إلى شلل شبه كامل لخطوط الإغاثة نحو كادقلي والدلنج، تاركاً آلاف المدنيين في مواجهة مباشرة مع الجوع والأمراض وسط غياب شبه تام للخدمات الطبية.
هذه التطورات تضاعف المخاوف من انهيار كامل للوضع الإنساني في إقليم كردفان، الذي بات ساحة مفتوحة للصراع المسلح وانتهاكات جسيمة تهدد المدنيين والمنظمات الإنسانية على حد سواء.
