
يبدو أن الرباعي المرح عبدالله آدم ( حمدوك) وصديق الصادق وخالد عمر وياسر عرمان قرأوا الجزء الأول من قرارات القائد العام للقوات المسلحة المتعلقة بالإحالات ثم تناول كل واحد منهم مما يليه وتحزم وتراقص طربا ولم ينتظر ليتأمل في قائمة الفرسان الذين تمت ترقيتهم ..
الأغبياء قصيرو النظر ظنوا أن معركة الكرامة قد انتهت ولم يقرأوا قائمة قادة المتحركات الذين تمت ترقيتهم وتلقوا تلكم الأخبار وهم في خطوط النار الأمامية!!
ُبلهاء القوم ينسجون من أم أمخاخهم المعطوبة الرواية( الفشنك) ثم يبنون عليها… ثم يُصفعون ثم يسقطون …
فمن قال ( لشلة قاسم) أن معركة الكرامة هي معركة الإسلاميين وستتوقف بمجرد إحالة زيد أو عبيد من فرسان معركة الكرامة إلى المعاش؟ …
من يخبر هؤلاء أن معركة الكرامة هي ليست معركة الإسلاميين وليست معركة ثلة من الضباط قلت أو كثرت بل هي معركة الجيش السوداني من أصغر رتبة إلى أعلى رتبة، هي معركة تحرير أسرى الجيش وهي معركة القصاص لشهداء الجيش السوداني العظيم، هي معركة رد الإعتبار لمؤسسات الجيش التي غُدرت وحوصرت وخُرّبت وهذه حقوق غير قابلة للتنازل أو البيع أو النسيان ..
ثم هي معركة قائد الجيش السوداني الذي استشهد تحت أقدامه وبين يديه خيرة فرسان الحرس الرئاسي وهذه دماء أغلى من أن تبُاع ثمنا لعودة حمدوك وبقية جرذانه وأنّى لها أن تباع ..
ثم هي معركة دارفور الجريحة ومعركة الفاشر المحاصرة ومعركة حقوق ضحايا مذابح الجنينة التي لم تجف دامؤهم حتى الآن!
ثم هي معركة المغتصبات… حرائر السودان الطاهرات فمن يملك حق التنازل ومن يملك ثمن الشراء؟ ..
ثم هي معركة الحقوق… حقوق الناس التي نُهبت وسُلبت وسُرقت، وهي معركة وحق المؤسسات التي خُرّبت … المشافي والمدارس والجامعات ودور العبادة التي استبيحت!!
ثم هي فوق ذلك كله معركة الشعب السوداني.. معركة كرامته وكبريائه، معركة وجوده وبقائه، معركة حمايته من مؤامرة تهجير المرتزقة لابتلاع تاريخه والسطو على جغرافيته
هذه معركة الحق..فمتى بيع الحق لإرضاء الباطل؟
هذه معركة أدى فيها الفريق نصر الدين وصحبه فرض العين ويتفرغون بعدها للباقيات الصالحات والتسابق في كيل النوافل ثم يصعد جيل جديد بالرُّتب الجديدة لتكملة الفروض فالصلاة قائمة وآذان معركة الكرامة يراعي فروق الوقت والمقامات.. ولكل مقام من مقامات هذا الكبرياء( نصرُ دينٍ ) جديد يذيق العدا ويُسطر الملاحم
مساكين هؤلاء التعساء شغلتهم معركتهم الفرعية مع الإسلاميين عن معركة الوطن الرئيسة فتخلفوا فخسروا فخابوا وعابوا وعِيبوا ..
أيها الناس … الحساب الجاري لمعركة الكرامة مُسجلٌ ٌرصيده باسم الشعب السوداني فقط وهو وحده صاحب حق التصرف والتوقيع والاسلاميون وغيرهم مجرد أرقام صحيحة في هذا الحساب ولاعزاء للبواقي والكسور ..
وأخيرا… الدماء الطاهرة التي سفكها التمرد منذ عامين وإلى اليوم هي دماء فوّارة غير قابلة للتعبئة في قناني المساومات والعرض في سوق الإتفاقات الرخيصة وهي ليست صالحة للإستخدام لطلاء مقاعد الحكم التي يمني حمدوك بالعودة إليها…
هذه دماءّ ناطقة بالحق وخانقة للباطل وعصية عن التنازل… هذه الدماء هي شرف الأمة وثمن رفع رأسنا بين الشعوب… هذه الدماء هي صك كبريائنا وحجتنا في مجالس الأشهاد وأندية الرجال وهي تاج عزنا وكتاب أصالتنا وفخرنا ولن يعبث بها عابث من شلة ( الشربة الأولى والسكرة المستمرة).