مقالات

القضارف .. عندما تغيب الحكمة

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

تعيش ولاية القضارف هذه الأيام أحزاناً متتالية .. فقبل أن تجف الدمعة ويجف ثري تربة الراحل الرمز أبوعلامة .. إتكأت القضارف علي حزن آخر حيث ودعت أحد أركان العقل والحكمة المك محجوب حسن دكين والذي بكاه شاعرهم :

زايلة الدنيا مغشوش

البيتملابا ……

كم لله شالت وغيّبت

تلّابا …

بشوف الليلة غاب فارس العكل

غسابه ….

منسول المكوك شبه الأسد

في الغابة ..

صادق التعازي لعموم أهل القضارف في رحيل المك محجوب .. وتعازي خاصة لأهله وعشيرته خاصة ولشقيقه المك متوكل دكين .. وبرحيل أمثال المك محجوب يتعاظم الحزن عندما يتأمل المتابع لحال القضارف الشق الآخر من يوميات الحياة هناك .. منذ عدة أشهر تقبع مجموعة من أبناء القضارف داخل محابس ومعتقلات الأجهزة الأمنية والعسكرية بالولاية .. ومما نثبته عند مدخل الحديث أنه لا كبير علي القانون كائناً من كان .. وأن من يتجرأ علي نقد وتقريع الأجهزة الأمنية بطريقة تخالف القانون .. فعليه أن يتحمل تبعات تجاوزه .. ومن ناحية أخري ليس من العدالة أيضاً أن تتعسف الأجهزة الأمنية والعسكرية في تطبيق القانون .. وبين هذا وذاك يتعاظم الحزن لأن حكمة أهل القضارف غائبة .. أو مغيبة .. ومحزن حقاً أن العقلاء والحكماء التزموا الصمت ووقفوا بعيداً يتفرجون لأنه لا أحد يريد أن يستمع إليهم ولايرغب في تدخلهم لتجسير هوة الخلاف وردم فجوات الخلاف والتجاوز هنا .. وهناك ..

هاتفت عدداً من القيادات الأهلية والمجتمعية في القضارف لمعالجة ملف حبس عدد من أبناء الولاية داخل معتقلات الأجهزة الأمنية بالولاية .. أحزنني عميقاً أن الحزن يعتصرهم لأنهم كما قالوا : لا أحد يستمع إلينا !!

■ آن للأخ الشاب أحمد بابكر شولة أن يتدخل لطي هذه الصفحة المؤسفة في تاريخ القضارف .. وأحمد شولة الذي أعني هو أحد شباب القضارف النابهين .. آن لأمثاله أن تكون لهم كلمة في مجتمع القضارف الذي بدا لي أنه يتآكل من أطرافه إلي عمقه ..

يقوم الشاب شولة بأدوار ومهام مفصلية بالقضارف ويَحظي بتقدير خاص لدي الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تعرف صولاته وجولاته في كواليس معارك الكرامة .. وشولة من الوجوه الشابة في حقل القانون ..وهو أحد أبناء عشيرة لها في خدمة ونسيج أهل القضارف تاريخ طويل من السعي بين الناس بالخير وتقريب نقاط الخلاف وهو أيضاً من القيادات الشابة التي تربطها صلات أفقية ورأسية بقيادة البلاد الحالية مركزياً وولائياً ..

ستخسر القضارف كثيراً إن لم تستمع الجهات التي يهمها الأمر هناك للوجوه الشابة أمثال شولة .. ستتضاعف أحزان القضارف إن تطاول حبس الإخوة علي عبداللطيف البدوي .. منتصر الماحي .. كبوشية وخويلد عبدالعظيم وآخرين ..

لا كبير علي القانون نعم .. وفي ذات الوقت لا للتعسف في حبس الآخرين إن كانت هنالك مساحة للحركة بين النصوص والمقاصد ..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى