
متابعات _ اوراد نيوز
في محاولة لمواجهة تفاقم الفقر بطريقة مستدامة، أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، الدكتورة مايا مرسي، عن دراسة لإعادة إحياء مشروع “التكية الإسلامية” ولكن برؤية عصرية، كأداة لتقديم وجبات غذائية يومية مجانية للفئات الأكثر احتياجًا في البلاد.
وجبات بلا مقابل… لكن برؤية حديثة
المشروع الجديد، الذي تسعى الوزارة لتفعيله بالتعاون مع الوزارات المعنية والأوقاف ورجال الأعمال، يستلهم فكرته من نجاح مبادرة “أهل الخير للإطعام” خلال رمضان الماضي، والتي وزعت أكثر من 52 مليون وجبة. ويهدف إلى تقديم دعم غذائي مباشر للأسر الفقيرة، في إطار من الشفافية والرقابة المؤسسية.
لكن… هل تعود “التكية” فعلاً؟
الخطوة أثارت موجة نقاش واسعة، حيث اعتبرها البعض خطوة رحيمة تجاه الفقراء، بينما يرى آخرون أنها تحمل دلالة سلبية تاريخية، خاصة أن مصطلح “التكية” مرتبط في الوعي الشعبي بـ”الكسل” و”الاتكال”، لا سيما في ظل تحولات الدولة نحو تمكين المواطن اقتصاديًا لا فقط إطعامه.
نقد وتحفظات… ورسائل ضمنية
الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، قال إن استدعاء مصطلحات دينية تقليدية كالتكية قد يُضعف الرسالة التنموية، مضيفًا أن المطلوب هو مشاريع تدريب وتأهيل وفرص عمل، وليس فقط توزيع الطعام.
وأشار إلى أن الدعم يجب أن يكون عصريًا ومحترِمًا لكرامة المواطن، داعيًا إلى تقديم الطلبات إلكترونيًا بدلاً من الاصطفاف في طوابير.
رؤية تاريخية… وسياق اجتماعي
أما خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، فدافع عن الفكرة من منظور التراث الاجتماعي، موضحًا أن التكايا العثمانية كانت مؤسسات رعاية شاملة للفقراء والمسافرين والمرضى، تقوم على التبرعات والأوقاف، وتشكل جزءًا من منظومة التكافل المجتمعي.
بين الإطعام والإصلاح المجتمعي
ومع أن المشروع يهدف لتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية الحادة، إلا أن تسميته ومضمونه يفتحان نقاشًا حول النموذج الأمثل لدعم الفقراء: هل نُطعم الجائعين فقط؟ أم نُعيد صياغة السياسات لتمنحهم أدوات النهوض والتمكين؟
المصدر: الجزيرة