
متابعات _ اوراد نيوز
في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء هاتفني مواطن من منطقة الجنيد ريفي مدينة رفاعة بولاية الجزيرة .. قال وصوته يتهدّج إنه يتبرع بإحدي كليتيه لإنقاذ حياة الأخ الصحفي أشرف عبدالعزيز .. يا الله ..
ابن الجنيد الحلّة قال إنه سيرتب أموره من اليوم وسيغادر إلي جمهورية مصر (بالتهريب) ليكون قريباً من أشرف ويضع كليته رهن إشارة الأخ أشرف والفريق الطبي المعالج له ..
هذا موقف تعجز الكلمات عن وصفه أرسلت رقم هاتف هذا الرجل الشّهم إلي الأخ طلال إسماعيل ومن معه من الأصدقاء والأحباب الذين تنادوا مساندين للأخ أشرف في محنة إبتلاء المرض .. تكفي هذا المواطن النبيل مبادرته هذه .. وفي مواقف الحياة نيّة المرء خيرٌ من عمله .. هذه رجالة تسع لحظات الألم .. وتفيض ..
ولأن المنن في طي المحن ، آمل أن تكون محنة مرض الأخ أشرف عبدالعزيز فرصة لتقارب زملاء مهنة الصحافة بكل ألوان طيفهم السياسي وتباينهم الثقافي والفكري .. تقارب من أجل المشترك الإنساني والاجتماعي بعيداً عن المواقف السياسية المتطرفة .. وهي فرصة أيضاً لينظر فرقاء المهنة في محنتها .. الصحفيون والإعلاميون اليوم يتامي .. لايجمعهم إتحاد ولاتحميهم نقابة ولا تربطهم رابطة الصحافة الإلكترونية !! .. الصحفيون والإعلاميون كحال النجار بابه مُخلّع ويقضي سحابة نهاره في إصلاح أبواب الآخرين بأجرٍ زهيد وتنظير لاينتهي إلا ليبدأ ..
فلتكن محنة مرض أشرف عبدالعزيز فرصة للصحفيين والإعلاميين لتسليط الضؤ علي معاناة مرضي الكلي داخل وخارج السودان حيث يعانون في صمت ولايجدون من يجبر بخاطرهم حتي في وجه الروتين الحكومي منزوع الرحمة ..
عاجل الشفاء للأخ أشرف .. وبإذن الله سيخرج من هذه المحنة وهو أكثر قوة ومنعة .. وماذلك علي الله بعزيز ..
■