
متابعات _ اوراد نيوز
عصام جعفر
يوم أُكِل الثور الإيراني
* “المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يدٌ على من سواهم…”
* لكن في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، تقف إيران الإسلامية وحيدة، تدافع عن مقدراتها ومشروعها النووي، بينما أظهرت بعض الدول العربية والإسلامية ارتياحًا لما يحدث، بل إن بعضها يُعَدّ شريكًا في العدوان، إما بالصمت، أو بالتطبيع.
* التيار الإسلامي السوداني، من خلال رؤية الدكتور حسن الترابي، كانت له علاقات طيبة مع إيران، إذ كان يؤمن بضرورة وحدة الأمة الإسلامية على اختلاف المذاهب ـ سنة أو شيعة ـ معتبرًا أن تلك الخلافات فرعية، ما دمنا متفقين على الأصول: الإيمان بالله، وكتبه، ورسله، وبالقرآن هاديًا ومعلّمًا.
* وقد أثمرت تلك العلاقة المتميزة وقتها ثمارًا حلوة، ومشاريع استراتيجية، دفعت بالجيش السوداني ليكون من أقوى الجيوش في المنطقة، خصوصًا في مجالات التصنيع الحربي والصناعات العسكرية.
* لكن في السنوات الأخيرة من حكم البشير، انقلبت الحكومة على طهران، فأغلقت سفارتها، وقطعت علاقاتها معها، وهرولت نحو أبوظبي.
* الدكتور الترابي كان يؤمن أن هناك قواسم مشتركة بين المسلمين، وإذا فعّلناها وتمسّكنا بها، نستطيع تجاوز التحديات الكبرى التي تواجه الأمة.
* واليوم، وبعد العدوان الإسرائيلي على إيران، وصل وزير خارجية باكستان إلى الفكرة ذاتها، حين قال: ” إذا لم يتّحد العالم، وظللنا صامتين، فإن الدور سيأتي على الجميع…”
* نعم، الدور سيأتي على الجميع. اليوم إيران، وغدًا باكستان، وهما الدولتان الإسلاميتان الوحيدتان اللتان امتلكتا مشروعًا نوويًا: فباكستان تملك القنبلة النووية الإسلامية، وإيران كانت على وشك امتلاكها.
* أما كيف يرانا الآخرون، فدونكم حديث المعتوه دونالد ترامب، حين قال: “ما نفعله بالعرب والمسلمين أقل بكثير مما يفعلونه بأنفسهم… فهم خونة وأغبياء، يتقاتلون فيما بينهم رغم أن دينهم واحد، ولغتهم واحدة!” وأضاف: “المنطق يبرر عدم وجودهم، وعليهم فقط أن يدفعوا!”
* فإذا لم يتّحد المسلمون تحت راية الإسلام، فإن الشعار القادم سيكون: “أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثور الإيراني…”