
في تقرير حصري، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن الجوانب الخفية والمثيرة للجدل في شخصية الجنرال الأوغندي موهوزي كاينروغابا، نجل الرئيس يوري موسيفيني. يُنظر إلى موهوزي على نطاق واسع باعتباره المرشح الأوفر حظًا لخلافة والده الذي يحكم البلاد منذ أربعة عقود.
- الرئيس الأوغندي الحالي يوري موسيفيني (غيتي إيميجز)
التقرير، الذي أعده المراسل مايكل فيليبس، يسلّط الضوء على تناقضات لافتة في شخصية الجنرال، الذي يجمع بين سلوكيات تهكّمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونزعة قمعية خطيرة.
التصريحات الصادمة والسلوكيات القمعية
تظهر شخصية موهوزي كاينروغابا بوضوح من خلال تصريحاته وسلوكياته المتقلبة. ففي حين يمزح ويتباهى بأنه أكثر وسامة من دونالد ترامب ويتحدى مغني الراب جاي زي على الملاكمة للفوز ببيونسيه، فإنه في الوقت ذاته لا يتردد في التفاخر علانية بتعذيب معارضي والده.
ووفقًا للصحيفة، فإن موهوزي تباهى بتعذيب إدوارد سيبوفو، الحارس الشخصي لزعيم المعارضة الرئيسي، في قبو منزله، حيث أجبره على إعلان الولاء له ولوالده. كما نقلت الصحيفة عن الجنرال قوله إنه استخدم حارسًا آخر، بوبي واين، كـ”كيس ملاكمة”، حيث تعرض للضرب والصعق الكهربائي والإيهام بالغرق. ورغم الإدانات الحقوقية، وصف موهوزي هذه الأعمال بأنها مجرد “مقبلات”.

الإرث العائلي وطموحات السلطة
يأتي صعود موهوزي وسط تاريخ طويل من حكم والده، الذي وصل إلى السلطة في عام 1986 واعدًا بوقف المجازر والفساد. ومع ذلك، تشير وول ستريت جورنال إلى أن موسيفيني تحوّل مع مرور الوقت إلى زعيم يرفض التخلي عن السلطة، بعد أن عدّل الدستور عدة مرات لضمان استمراره في الحكم.
وعلى الرغم من إعلان موسيفيني ترشحه لانتخابات 2026، فإن جميع المؤشرات تدل على أنه يمهد الطريق لنجله. موهوزي نفسه عزز هذه التوقعات، حيث أعلن عبر منصة إكس أنه سيصبح رئيسًا للبلاد بعد والده. هذا السلوك المتقلب والمثير للجدل يثير قلقًا عميقًا لدى الأوغنديين والمسؤولين الغربيين حول مستقبل البلاد واستقرارها.
الخصم اللدود: بوبي واين
في قلب هذا الصراع على السلطة، يبرز اسم المغني الذي تحوّل إلى سياسي، بوبي واين. تعتبر شعبية واين الكبيرة بين الشباب تهديدًا مباشرًا لموسيفيني ونجله. وبحسب التقرير، فإن موهوزي يعبر عن عداء شديد تجاهه، حيث وصفه بـ”البابون” وتوعد بخصيه.
تهديد كينيا والسودان:
في أكتوبر 2022، أطلق سلسلة من التغريدات قال فيها إنه لن يستغرق هو وجيشه أكثر من أسبوعين للاستيلاء على العاصمة الكينية، نيروبي. أدت هذه التصريحات إلى غضب كبير في كينيا، مما دفع والده، الرئيس موسيفيني، إلى إقالته من منصب قائد القوات البرية وتقديم اعتذار رسمي لكينيا. ورغم ذلك، تمت ترقية موهوزي إلى رتبة جنرال كامل.
في ديسمبر 2024، هدد موهوزي باجتياح العاصمة السودانية الخرطوم. هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة من السودانيين، وطالبت الحكومة السودانية باعتذار رسمي من أوغندا. بعدها، قامت أوغندا بتقديم اعتذار رسمي عن تصريحاته.
يُنظر إلى هذه التصريحات على أنها جزء من سلوك موهوزي المثير للجدل على الإنترنت، ويراها بعض المحللين كجزء من محاولته لترسيخ نفسه كشخصية قوية في المنطقة، وربما تمهيدًا لخلافة والده في رئاسة أوغندا.
وترى الصحيفة أن سلوك موهوزي يعكس شخصية نشأت في ظل سلطة مطلقة، حيث اعتاد على التصرف دون أي مساءلة. رفض الجنرال موهوزي التعليق على التقرير أو الإجابة على أسئلة الصحيفة.