
طهران – الخميس 7 أغسطس 2025
أعلن القضاء الإيراني تنفيذ حكم الإعدام بحق العالم النووي روزبه وادي، بعد إدانته بتهمة التخابر مع جهاز “الموساد” الإسرائيلي، وتزويده بمعلومات سرّية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أدّت – بحسب طهران – إلى تنفيذ عمليات اغتيال استهدفت علماء نوويين إيرانيين.
ووفقاً لما نقلته وكالة “ميزان” الرسمية، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، فإن وادي كان يشغل موقعاً حساساً في إحدى “الهيئات المهمة والأمنية”، ما أتاح له الوصول إلى بيانات سرّية بالغة الخطورة، قام بنقلها إلى إسرائيل.
تجنيد عبر الإنترنت ولقاءات في فيينا
بحسب الرواية الرسمية الإيرانية، فقد تم تجنيد العالم الراحل إلكترونياً عبر الإنترنت من قِبل ضباط في جهاز “الموساد”، وأُجريت بينه وبينهم خمسة لقاءات سرّية خلال زياراته إلى العاصمة النمساوية فيينا.
قنوات تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” على تطبيق “تلغرام” نشرت تفاصيل إضافية، أفادت بأن وادي تلقى عملات رقمية مقابل نقل المعلومات، واستخدم معدات تشفير متطورة خلال تنفيذ مهماته التجسسية.
وأشارت التقارير إلى أن وادي سلّم معلومات حساسة عن موقع نووي إيراني، جرى استهدافه لاحقًا في إحدى الهجمات الإسرائيلية التي وصفت بـ”النوعية”، ونتج عنها اغتيال عالم نووي إيراني بارز، لم تُعلن السلطات عن اسمه ضمن هذا السياق.
خلفية أكاديمية وموقع مهني حساس
وتشير المعلومات إلى أن روزبه وادي كان عضواً في معهد أبحاث الطاقة الذرية في إيران، ويحمل شهادة الدكتوراه في هندسة المفاعلات النووية من جامعة “أمير كبير” الصناعية، إحدى أعرق المؤسسات العلمية في البلاد.
هذا الموقع الأكاديمي والتقني الحسّاس جعله على تماس مباشر مع بيانات تتعلق بالبنية التحتية النووية الإيرانية، بما في ذلك مواقع ومنشآت تعتبرها طهران من ركائز “برنامجها النووي السلمي”.
تصعيد في تنفيذ الإعدامات بحق “عملاء إسرائيل”
بنما تُعد هذه القضية، وفق محللين، أول حالة إعدام يُعلن عنها رسميًا في إيران على خلفية تتصل بشكل مباشر بـ”حرب الظل” الدائرة بين إيران وإسرائيل، والتي تصاعدت وتيرتها خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أنها تاتى ضمن موجة متصاعدة في تنفيذ أحكام الإعدام داخل إيران بحق من تتهمهم بالتخابر لصالح إسرائيل. فوفق تقارير حقوقية، ارتفع عدد أحكام الإعدام المنفذة على خلفية “التجسس لإسرائيل” إلى 8 خلال الأشهر الأخيرة فقط، في ظل ما تعتبره طهران “مواجهة مفتوحة” مع تل أبيب.
وتحتل إيران المرتبة الثانية عالميًا بعد الصين من حيث عدد الإعدامات السنوية المنفّذة، بحسب تقارير صدرت عن منظمة العفو الدولية ومؤسسات حقوقية أخرى.
وبحسب وسائل إعلام رسمية، تم اغتيال ما لا يقل عن 10 علماء نوويين خلال تلك الفترة، فيما تعهّدت طهران بـ”القصاص من كل من يثبت تعاونه مع إسرائيل”، معتبرة أن تسريب المعلومات أو دعم العمليات الإسرائيلية يمثل “خيانة كبرى”.
بين التجسس والأمن القومي.. جدل مستمر حول حقوق المحاكمة
رغم تشديد إيران على أن الإجراءات تمت وفق القانون، فإن منظمات حقوقية دولية أثارت شكوكًا بشأن معايير العدالة والإجراءات القانونية في مثل هذه القضايا، مشيرة إلى غياب الشفافية حول توقيف المتهمين، وحرمانهم من الدفاع العلني، ومحاكمات تجري في ظروف سرية.
وتقول مصادر إن وادي لم يُمنح فرصة للطعن العلني في الحكم، ولم تُنشر أي تفاصيل عن دفاعه القانوني، ما يثير جدلاً حقوقيًا متجددًا حول استخدام إيران لعقوبة الإعدام كسلاح ردع سياسي وأمني، في ظل التوترات المتصاعدة مع إسرائيل والغرب.