مقالات

إن الدنيا كلها الحقائق فيها لا تُطاق

(وليالينا أكثر من ألف)

وهذا أروع كتاب في التاريخ…
كتاب جمع الفلسفة والأدب دون عَصْلَجة الفلسفة..
وهو عن معرفة الحقيقة وما تصنعه هذه المعرفة.
وفي أول (ألف ليلة وليلة) الملك شهريار يكتشف أن زوجته تخونه،
وتخونه مع عبد..

وقال أنيس إن هذا يعني أن أي عبد هو عند الزوجة أفضل من الملك… فالزوجة هي الوحيدة التي تعرف حقيقة الملك وأنه ليس أكثر من شيخ متعب مهموم متهالك يأكل ويمضغ ويتمخط ويرتجف من الحمى..
والكتاب يقول إن الدنيا كلها الحقائق فيها لا تُطاق ..
والعبقرية في الكتاب تبرع في تقديمها ببساطة جميلة..
ففي الرواية أن الملك بعد اكتشاف الخيانة يظل يتزوج فتاة كل ليلة ويقتلها في الصباح ..

حتى تزوج شهرزاد..

وشهرزاد منذ اللحظة الأولى تشغل الملك بحكاية طريفة ولا تكملها… والملك يقرر تأجيل قتلها حتى الليلة التالية حيث تكمل الحكاية…

وفي الليلة التالية تكمل شهرزاد الحكاية ثم تقول للملك:
“وما هذه بأغرب من حكاية أبو صير…”
ثم “وما هذه بأغرب من حكاية فتيات الجن…”
و”ما هذه بأغرب من…”
والفتاة تجمع كل أنواع البشر في ألف حكاية وحكاية…

وتثبت أنه لا أحد يقدم شيئًا على الحكايات…

والملك يعرف أن كل أحد من البشر عنده نوع من الخيانة، والحزن، والطرب، والنجاح، والفشل، والنصر، والهزيمة…
المحاضرون في علم الاجتماع ينصحون الطلاب بقراءة هذا الكتاب بعيون مفتوحة..

المحاضرون العرب ينكمشون لأن الاعتقاد عندهم هو أن العربي دائمًا شيء مخجل…
الهزيمة شيء يتجاوز الجسم إلى الروح..

وصناعة (قحت) كانت شيئًا يرتدي هذا الثوب…
ثوب الشعور بأن الإسلام… عار..
ومن هنا جاءت الكلمات التي تجعل الإسلام… خيبة وخيانة و…
الآن الناس فتحت…

(2)
بريد
أستاذ عطا…
تقول إن السوداني عجول ملول يقود السياسة بهذا الجهل،
وتسأل… ما العمل؟
والعمل هو: ود أبو سن يمر به أعرابي في ثوب لم يعرف الماء يومًا،
والأعرابي جلده مثل سيقان الإبل المائة التي يقودها وهو يلهث.
وأبو سن يجعل الناس يعتقلون الأعرابي،
ويجعلهم يذبحون واحدًا من الإبل، واللحم يباع…

ومن ثمن اللحم يشترون ثوبًا للأعرابي وثوبًا لزوجته في البيت، التي هي حتمًا أسوأ حالًا منه.
والأعرابي يغسلونه..

وأبو سن يقول له: “الإبل هذه جعلها الله لتخدمك… لا لتكون أنت عبدًا لها.”
وأبو سن لو أنه خطب الأعرابي هذا بلسان سفيان الثوري ما وصل إلى شيء يجعله يفهم..
والسودان لا يصلحه إلا من يتخذ معه أسلوب أبو سن هذا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى