متابعات _ اوراد نيوز
شهدت مدينة الإسكندرية بمصر مؤخرًا مشهدًا إنسانيًا مأساويًا تحول إلى قصة بطولية، بفضل تدخل قائد مجموعة “البراؤون”، المصباح أبوزيد. بعد أن تركت عملية احتيال ضخمة أكثر من 1200 سوداني عالقًا في المدينة، قدم أبوزيد حلًا عاجلًا بتوفير 8 باصات سفر مجانية بالكامل لنقلهم إلى السودان.
وادي النيل.. فخٌ أسقطه الاحتيال!
بدأت الأزمة بمبادرة أعلنت عنها سفارة السودان بالقاهرة، زعم خلالها أحد أبناء الجالية السودانية توفير 22 حافلة لإجلاء المواطنين مقابل رسوم رمزية بلغت 400 جنيه مصري للفرد.
وصلت الحافلات بالفعل، لكن الكارثة وقعت عندما فشل منظم المبادرة في الوفاء بالتزاماته المالية تجاه شركات الباصات، تاركًا مئات العائلات في ورطة.
المأساة لم تتوقف هنا , بل كشفت مصادر إعلامية أن هذا الشخص قام بعملية احتيال منسقة، جمع خلالها أكثر من 4 ملايين جنيه مصري من المواطنين. استخدم مطبوعات تحمل صور الفريق أول عبد الفتاح البرهان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإضفاء المصداقية على “مبادرة شعبي وادي النيل للعودة الطوعية”. لكنه فرض رسومًا إضافية على الحقائب، ثم اختفى بشكل غامض، تاركًا مئات الأسر، من رجال ونساء وأطفال، عالقين في العراء تحت وطأة الحر القاسي، بين الذهول والبكاء.
السفارة تتدخل.. وبطل من “البراؤون” يصنع الفارق!
وفي محاولة لإنقاذ الموقف، تدخلت سفارة السودان بالقاهرة فورًا، وأجرت اتصالات عاجلة مع الأمانة العامة لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، ومنظومة الصناعات الدفاعية، وعدد من رجال الأعمال الوطنيين.
استجاب هؤلاء بسرعة، وتكفلوا بتغطية تكلفة الحافلات بالكامل، ليتم تجميع المبلغ داخل مقر السفارة واستئناف عملية الإجلاء بنجاح.
لكن النقطة الفاصلة في هذه الأزمة جاءت من قائد “البراؤون”، المصباح أبوزيد. في لفتة إنسانية فريدة، بادر أبوزيد بتخصيص 8 باصات سفر مجانية بالكامل لنقل السودانيين العالقين بالإسكندرية .
حظيت هذه المبادرة بتقدير واسع داخل الجالية السودانية في مصر، خاصة أنها جاءت لتعيد الثقة بعد عملية الاحتيال التي هزت كيانهم.
نموذج للقيادة المجتمعية في زمن الأزمات
تؤكد مبادرة المصباح أبوزيد أن القيادة المجتمعية الحقيقية لا تتوقف على المناصب الرسمية، بل تنبع من روح وطنية صادقة وشجاعة في التحرك وقت الأزمات. هذا التحرك يُعد إنقاذًا حقيقيًا لمئات العائلات السودانية التي كادت أن تُترك لمصيرها المجهول.
من جانبها، أشادت السفارة السودانية بالتجاوب الوطني السريع من الداخل والخارج، وأكدت استمرارها في دعم العودة الطوعية للمواطنين، مشددة على أن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تتطلب تضافرًا بين الجهات الرسمية والمجتمعية.











