اخبار

مصر تستضيف قادة السودان وليبيا في قمة ثلاثية لاحتواء التوترات الحدودية

متابعات _ اوراد نيوز 

متابعات _ اوراد نيوز

في خطوة دبلوماسية حاسمة، استدعت القاهرة كلًا من الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، والمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، في توقيت متزامن. يأتي هذا التحرك ضمن جهود مصرية مكثفة لتهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة الحدودية الثلاثية التي تجمع مصر، ليبيا، والسودان، خاصة بعد التطورات الأمنية المقلقة التي شهدتها المنطقة مطلع الشهر الماضي.

 

 

قمة رفيعة المستوى لمناقشة الأزمة

وصل البرهان إلى القاهرة بشكل مفاجئ بعد مغادرته المؤتمر الأممي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية بإسبانيا، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء الإثنين بمدينة العلمين. تزامن هذا اللقاء مع وصول حفتر إلى العاصمة المصرية، ما يشير إلى ترتيب مصري مدروس لجمع القيادتين. هدفت الاجتماعات إلى مناقشة مستجدات الأزمة السودانية والجهود الإقليمية والدولية لإعادة الاستقرار، بالإضافة إلى محاولة تهدئة التصعيد الحدودي.

 

 

وبحسب مصادر مطلعة لـ “سودان تربيون”، لم يُستبعد عقد اجتماع ثلاثي غير معلن بين السيسي والبرهان وحفتر. كان الهدف من هذا الاجتماع هو التوصل إلى صيغة توافقية لتطويق الأزمة التي اندلعت بعد إعلان الجيش السوداني إخلاء منطقة المثلث الحدودي، واتهامه لقوات حفتر بدعم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

 

 

موقف مصري حازم تجاه وحدة السودان وأمنه المائي

أكد السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن لقاء السيسي والبرهان شدد على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه. كما أعلنت القاهرة استعدادها لبذل كل ما يلزم لدعم الأمن والاستقرار في السودان. وتطرق اللقاء إلى سبل تقديم المساندة للشعب السوداني في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وتعزيز التعاون الثنائي وإعادة الإعمار في القطاعات الحيوية، بما يلبي تطلعات البلدين.

 

 

يكتسب هذا التحرك المصري أهمية قصوى نظرًا لحساسية المنطقة الواقعة جنوب غرب مصر وأهميتها الاستراتيجية. تسعى القاهرة بقوة لمنع تحول هذه المنطقة إلى جبهة ساخنة جديدة قد تهدد أمنها القومي. كما تناول اللقاء تطورات الأوضاع في حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث أكدت القاهرة والخرطوم توافقهما بشأن رفض الإجراءات الأحادية في ملف النيل الأزرق، وأهمية احترام قواعد القانون الدولي لتحقيق مصالح دول الحوض كافة، خاصة مع تزايد التحديات المرتبطة بالأمن المائي الإقليمي.

 

 

تأتي هذه التحركات ضمن توجه مصري لإعادة تموضعها إقليميًا كوسيط فعال في النزاعات الحدودية، مع الحرص على تثبيت الاستقرار عبر دبلوماسية تجمع بين الحلفاء المتباينين.

 

تأكيد سوداني على تعزيز العلاقات والتحركات الليبية

من جانبه، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان حرصه على تعزيز العلاقات السودانية-المصرية، مشيدًا بمواقف القاهرة الداعمة للسودان في المحافل الدولية ودورها المستمر في تقديم المساعدات الإنسانية. وجاءت تصريحات البرهان خلال زيارة غير معلنة إلى القاهرة تناولت مستجدات الأوضاع الداخلية في السودان، وجهود إعادة الإعمار، إضافة إلى الملفات الإقليمية المرتبطة بالأمن المائي وتطورات القرن الأفريقي.

 

 

تزامنت زيارة البرهان مع وجود المشير خليفة حفتر في العاصمة المصرية، وسط تقارير تشير إلى تنسيق مصري لجمع الطرفين لاحتواء التوترات الناتجة عن النزاع في منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، والتي تُعد نقطة استراتيجية غنية بالموارد المعدنية.

 

 

في سياق متصل، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في أول ظهور علني له منذ أسابيع، عن استعداده لحل خلافاته مع مصر عبر الحوار المباشر بدلًا من التراشق الإعلامي، ملمحًا إلى دور القاهرة في دعم الجيش السوداني وشن غارات جوية ضد قواته. وصرح حميدتي مخاطبًا دول الجوار: “إن لم تمثل سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي إضافة لها، فهي بالتأكيد لن تكون خصمًا عليها.”

 

 

وعلى الرغم من هذه التصريحات، التزمت القاهرة الصمت تجاه عرض الحوار، وتجاهلت واقع التوسع العسكري الجديد على حدودها الجنوبية الغربية، مما فُسِّر على أنه مؤشر لموقف استراتيجي حذر في ظل تداخل المصالح العسكرية والإقليمية في المنطقة.


 

تعزيز الدور المصري في الملف السوداني

 

في موازاة التحركات العسكرية، كثفت القاهرة جهودها الدبلوماسية، حيث رفعت وتيرة التنسيق مع قيادة الجيش السوداني، ودعمت مواقفها عبر القنوات السياسية والإعلامية، فضلًا عن زيادة الدعم العسكري المحدود في إطار علني يهدف إلى تعديل موازين القوى على الأرض لصالح حليفها الرسمي.

 

 

كما كشفت تقارير إعلامية محلية عن انضمام مصر رسميًا إلى المجموعة الرباعية الخاصة بالسودان، لتحل محل بريطانيا. هذه الخطوة تعزز من موقعها كفاعل محوري في معادلة استقرار السودان، وتؤكد التزامها بمعالجة الأزمة من أبعادها كافة: العسكرية، والإنسانية، والسياسية. تعكس هذه التطورات تشابك المصالح الإقليمية في المثلث الحدودي، الذي تحول إلى نقطة تماس حيوية في النزاع السوداني، بما له من ارتدادات أمنية على دول الجوار. يبرز سعي القاهرة إلى جمع الفاعلين العسكريين في مكان واحد إدراكها لضرورة تبني رؤية شاملة للأزمة، تجمع بين الحلول الدبلوماسية والمقاربات الأمنية الاستباقية، لضمان الاستقرار الإقليمي واحتواء مخاطر التمدد المسلح خارج حدود السودان.

 

السيسي و حفتر
السيسي و حفتر

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى