اخبار

جرائم قوات الدعم السريع بالفاشر تثير غضب السودان

الفاشر –  السودان
أعادت مقاطع فيديو وصور مروعة تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي تسليط الضوء على حجم الفظائع التي تشهدها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد أن وثّقت جرائم وصفت بأنها “إبادة جماعية ممنهجة” ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق مدنيين عُزّل.

المقاطع أظهرت مشاهد صادمة لاعتداءات وحشية، وضرب وتعذيب، فضلاً عن تصفيات ميدانية طالت مواطنين بعد إخضاعهم لتحقيقات قصيرة، كان آخرها إطلاق الرصاص المباشر على أحدهم وسط تجمّع من المسلحين.

قصف دموي وحصيلة ثقيلة

وفي تطور متزامن، أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 31 مدنيًا، بينهم 7 أطفال وامرأة حامل، وإصابة 13 آخرين، إثر قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين في محيط الفاشر.
وأشارت الشبكة إلى أن استمرار انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية داخل المدينة يفاقم الوضع الإنساني، محذّرة من “كارثة صحية شاملة تهدد حياة آلاف المدنيين المحاصرين”.

تحذيرات أممية وتصاعد الغضب

من جهته، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلق بالغ إزاء الهجوم الجديد على مخيم أبو شوك الذي يرزح تحت المجاعة، مؤكداً أن ما يحدث يفاقم الوضع الإنساني الكارثي في شمال دارفور.
في المقابل، اعتبر ناشطون سودانيون أن هذه الأفعال تمثل “جرائم إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا”، لافتين إلى أن مليشيا الدعم السريع تستهدف عمداً المطابخ الجماعية التي توفر الطعام للمدنيين، وتمنع إدخال الغذاء والدواء، مستخدمة “سلاح التجويع” لإخضاع السكان.

توثيق ساخر وتحدٍّ للمجتمع الدولي

المدونون السودانيون تداولوا كذلك مقاطع صادمة تُظهر عناصر من الدعم السريع وهم يوثقون بأنفسهم حصار المدينة، ساخرين ومتباهين بما وصفوه بـ”الانتصار”، بينما يجبرون أحد المواطنين على الإدلاء بشهادة كاذبة تحت وطأة التعذيب والإهانات العنصرية.
واعتبر ناشطون أن هذه التسجيلات “وثائق دامغة على ارتكاب جرائم حرب”، ودليل على “عجز المجتمع الدولي وتخاذله” في حماية المدنيين، فيما كتب أحد المعلقين: “إنه أمر مخزٍ.. العالم يشاهد مليشيا إرهابية ترتكب إبادة جماعية على أساس العرق”.

تصفيات واعتقالات في أبو شوك

إلى ذلك، أفادت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر بأن عناصر الدعم السريع تسللوا خلال اليومين الماضيين إلى مخيم أبو شوك، ونفذوا عمليات تصفية ميدانية بحق عدد من النازحين، إلى جانب اعتقال آخرين واقتيادهم إلى جهات مجهولة.
وأكدت التنسيقية أن المدينة تواجه حصارًا خانقًا وقصفًا ممنهجًا طال المنازل والمستشفيات والمطابخ الجماعية، إضافة إلى سلسلة من الاختطافات والاعتقالات اليومية، ما يهدد حياة عشرات الآلاف من السكان.

حرب مدمرة

ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 نزاعًا دامياً أودى –بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية– بحياة أكثر من 20 ألف شخص وأجبر نحو 15 مليونًا على النزوح داخل البلاد وخارجها، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية العدد الحقيقي للقتلى بنحو 130 ألفًا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى