
متابعات _ اوراد نيوز
يتصاعد التوتر بشكل حاد بين إيران وإسرائيل، وسط تزايد المؤشرات على تدخل أميركي محتمل، ما يعيد إلى الواجهة سيناريو استهداف منشأة فوردو النووية الإيرانية، التي تُعد من أكثر المواقع تحصينًا.

تصعيد وشيك وتحركات عسكرية أميركية
تأتي هذه التطورات في ظل تصريحات أميركية وتحركات عسكرية تُلمح إلى إمكانية تصعيد وشيك في المنطقة. سبق للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن أشار إلى اتخاذه قرارًا بشأن “هجوم على إيران” خلال أسبوعين، بينما تتجه أصول عسكرية أميركية عديدة نحو الشرق الأوسط، في استباق لأي تطورات في الصراع الإيراني الإسرائيلي. وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في حال قررت الولايات المتحدة شن هجوم على إيران، فمن المرجح أن يكون الهدف الأساسي هو تدمير منشأة “فوردو”.

“فوردو”: الحصن المنيع والاستعدادات الأميركية
تتمتع منشأة فوردو، الواقعة قرب مدينة قم، بتحصينات قوية، حيث بُنيت على عمق 90 مترًا تحت سطح الأرض لتكون عصية على القصف الجوي. وفي حال مشاركة واشنطن في الحرب إلى جانب إسرائيل، يُتوقع أن تتم العملية بواسطة القاذفة الشبح الأميركية “B-2”. هذه الطائرة هي الوحيدة القادرة على التسلل إلى الأجواء الإيرانية دون كشفها، وهي كذلك القادرة على حمل قنبلة “GBU-57″، المعروفة بقدرتها على اختراق التحصينات وتدمير منشأة “فوردو”. الهدف من هذا الهجوم، وفقًا لصحيفة “المعاريف” الإسرائيلية، هو تدمير البنية التحتية لفوردو، وأجهزة الطرد المركزي، واليورانيوم المخصب المخزن هناك.

خطر اليورانيوم في “فوردو”
تُعد مادة اليورانيوم هي المكون الأساسي في فوردو. لتحويل اليورانيوم الطبيعي إلى “مادة نووية” يمكن استخدامها لتوليد الطاقة أو في صنع القنابل، يجب تخصيبها. اليورانيوم المخصب بنسبة 3% إلى 5% يُستخدم لأغراض مدنية كإنتاج الطاقة. لكن عند ارتفاع نسبة التخصيب إلى 60% أو 90%، يصبح اليورانيوم مادة انشطارية صالحة لصناعة الأسلحة النووية. تشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن منشأة “فوردو” تحتوي على يورانيوم مخصب بدرجات عالية، لكنها لا تحتوي على قنابل نووية جاهزة. يُرجح أن المواد النووية تُحفظ داخل حاويات خاصة، إما في شكل غاز أو مادة معدنية صلبة، تبعًا لمرحلة المعالجة.
هل يؤدي قصف المنشأة إلى انفجار نووي؟
وفقًا لـ “معاريف”، فإن القنبلة النووية لا تنفجر بمجرد وجود اليورانيوم بداخلها؛ بل تتطلب نظامًا دقيقًا ومعقدًا لتفعيل الانفجار. منشأة “فوردو” لا تتوفر فيها هذه الشروط، حيث لا توجد قنابل جاهزة ولا متفجرات لتفعيل الانشطار. وبالتالي، حتى لو أُسقطت القنبلة الخارقة للتحصينات لتدمير فوردو، فإنه من غير المتوقع حدوث انفجار نووي، أو ظهور “سحابة فطرية” نووية، أو تدمير المنطقة بأكملها.
احتمال انتشار المواد المشعة
في حال إصابة القنبلة لموقع تخزين المواد النووية، فمن المحتمل أن تنتشر أجزاء منها في الهواء. يمكن للرياح أن تحمل الجزيئات الدقيقة، وقد تتسرب إلى التربة والمياه، أو تظل عالقة في الجو. الأفراد المتواجدون قرب موقع الانفجار قد يتعرضون للإشعاع، خاصة إذا لامسوا التربة الملوثة، أو شربوا ماء ملوثًا، أو استنشقوا الغبار المتطاير. هذه الإشعاعات قد تسبب أضرارًا صحية خطيرة مثل السرطان، الفشل الكلوي، وضعف المناعة، وغيرها من الأمراض.

مدى انتشار الإشعاعات المحتمل
تبعد منشأة فوردو عشرات الكيلومترات عن مدن مكتظة بالسكان مثل قم وطهران. في الظروف الجوية العادية، من غير المتوقع أن تصل الإشعاعات إلى هذه التجمعات السكانية. ومع ذلك، يمكن للرياح القوية أن تنقل الجزيئات الدقيقة في اتجاهات غير متوقعة، بحسب “المعاريف”.